ما هي الحكمة من إخفاء وقت الموت ومكانه وكيفيته عن الإنسان

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٣ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الموت من الأمور الغيبية التي لا يعلم كنهها ولا موعدها ولا كيفيتها إلا الله تعالى ، فهو الذي خلق الموت والحياة ، قال الله تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) سورة الملك (2)

- وكل مخلوق من المخلوقات سواء كان إنسان أو جان أو حيوان أو طير أو حشرة جعل الله تعالى له وقت معين لموته ، قال الله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) سورة الأعراف (34) .

- ومن حكم إخفاء الموت عن الإنسان ما يلي :
1- ليقى مستعداً في كل وقت حين للقاء الله تعالى ، فقد يفارق الدنيا والأهل والأحباب والمال والزوجة في أي وقت ، وبالتالي يبقى دائماً مستعداً بالتوبة والعمل الصالح ، والبعد عن ظلم الناس وظلم نفسه باتباع الشهوات والشبهات.

2- لو عرف الإنسان موعد أجله لربما قاده إلى المعاصي ثم يقول أتوب قبل الموت بسنوات أو بأشهر!!

3- وقد تكون من الحكم أن الناس لو عرفوا متى سيمتون فسوف يتوقفون عن العمل والحركة ، وعمارة الأرض وسوف يبقون في هم وحزن وهو يعد الأيام وهو يعرف متى ساعته ستكون، ويبقى بالخوف- لأن الإنسان بطبيعته يخشى الموت ويخافه- وسوف تشل حياته وحركته ولن يعمل أبدا.

4- ولأن طبيعة الإنسان المتعلق بالدنيا، ويبقى لديه أمل أن يعيش مدة طويلة وينجز جميع مهامه، فالله عز وجل أخفى ساعة موته .

- أما كيفية خروج الروح فقد ورد فيها بعض النصوص منها :

1- قال الله تعالى : ( ..... وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) سورة الأنعام (93)

2- وفي الحديث الصحيح : عن البراء رضي الله عنه أن ملك الموت يأتي عند رأس الميت قرب موته ولو لم يشعر به المتوفَّى، ولو كان يمشي، ولو كان سليمًا، ثم يخاطب رُوحَه فيقول: (اخرجي أيتها الروحُ الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي إلى رَوحٍ وريحان، وربٍّ غيرِ غضبان، فتخرج رُوحه كما تسيل القطرة من فم السقاء) وفي رواية: (تُسلُّ روحه كما تسلُّ الشعرة من العجين) أي لا يتأثر بها.
وذكر في الكافر أنه يقال له: (اخرجي أيتها الرُّوح الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتتفرق رُوحه في جسده، وينتزعها منه كما ينتزع السَّفُّود من الصُّوف المبلول) [أخرجه أحمد وغيره، وقال الحاكم: على شرطهما، ووافقه الذهبي]. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة
 أيمكنك أن تتخيل كيف يمكن أن تكون حالتك وأنت تدري في أي ساعة وفي أي مكان وفي أي عمر ستموت. فلن تستمتع بالأشياء الجيدة في الحياة ولن ترتكب ذنباً واحداً إن الله يحب التوابين والمستغفرين فما أجمل أن تتذكر أنك أخطأت وترجع إلى خالقك وتستغفره وتطلب الرحمة منه وقد استبدل الله تعالى إخفاء وقت الموت بتذكر الموت عبر موت الأقارب والناس من حولك وأن تعتبر منه وأن تراجع نفسك وأخطائك فيمكننا أن نقول إن الله تعالى أخفى أوقات موتنا رحمة منه بنا ورأفة منه بنا فما أجمل الخالق.