الموت من الأمور الغيبية التي لا يعلم كنهها ولا موعدها ولا كيفيتها إلا الله تعالى ، فهو الذي خلق الموت والحياة ، قال الله تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) سورة الملك (2)
- وكل مخلوق من المخلوقات سواء كان إنسان أو جان أو حيوان أو طير أو حشرة جعل الله تعالى له وقت معين لموته ، قال الله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) سورة الأعراف (34) .
- ومن حكم إخفاء الموت عن الإنسان ما يلي :
1- ليقى مستعداً في كل وقت حين للقاء الله تعالى ، فقد يفارق الدنيا والأهل والأحباب والمال والزوجة في أي وقت ، وبالتالي يبقى دائماً مستعداً بالتوبة والعمل الصالح ، والبعد عن ظلم الناس وظلم نفسه باتباع الشهوات والشبهات.
2- لو عرف الإنسان موعد أجله لربما قاده إلى المعاصي ثم يقول أتوب قبل الموت بسنوات أو بأشهر!!
3- وقد تكون من الحكم أن الناس لو عرفوا متى سيمتون فسوف يتوقفون عن العمل والحركة ، وعمارة الأرض وسوف يبقون في هم وحزن وهو يعد الأيام وهو يعرف متى ساعته ستكون، ويبقى بالخوف- لأن الإنسان بطبيعته يخشى الموت ويخافه- وسوف تشل حياته وحركته ولن يعمل أبدا.
4- ولأن طبيعة الإنسان المتعلق بالدنيا، ويبقى لديه أمل أن يعيش مدة طويلة وينجز جميع مهامه، فالله عز وجل أخفى ساعة موته .
- أما كيفية خروج الروح فقد ورد فيها بعض النصوص منها :
1- قال الله تعالى : ( ..... وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) سورة الأنعام (93)
2- وفي الحديث الصحيح : عن البراء رضي الله عنه أن ملك الموت يأتي عند رأس الميت قرب موته ولو لم يشعر به المتوفَّى، ولو كان يمشي، ولو كان سليمًا، ثم يخاطب رُوحَه فيقول: (اخرجي أيتها الروحُ الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي إلى رَوحٍ وريحان، وربٍّ غيرِ غضبان، فتخرج رُوحه كما تسيل القطرة من فم السقاء) وفي رواية: (تُسلُّ روحه كما تسلُّ الشعرة من العجين) أي لا يتأثر بها.
وذكر في الكافر أنه يقال له: (اخرجي أيتها الرُّوح الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتتفرق رُوحه في جسده، وينتزعها منه كما ينتزع السَّفُّود من الصُّوف المبلول) [أخرجه أحمد وغيره، وقال الحاكم: على شرطهما، ووافقه الذهبي].