ما هي الحكمة الإلهية من بشرية الأنبياء والرسل

  - قال الله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ *وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) سورة الأنعام (8-9)

- وقال الله تعالى: (وَقَالُوا هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا) سورة الفرقان 7 من خلال النصوص السابقة يبيّن لنا الله سبحانه وتعالى اعتراض قريش والكافرين من قبلهم على أن يكون الرسول بشراً مثلهم!! حيث قالوا كيف يكون رسول ونبي وهو مثلنا يأكل ويشرب ويتزوج، نحن نريد رسولاً ليس من جنسنا حتى نصدقه ونؤمن به، فبيّن الله تعالى لنا ولهم الحكمة الإلهية من بشرية الأنبياء والرسل:

1- لأن الله تعالى لو أرسل لهم ملك من الملائكة ولم يؤمنوا به لجاءهم العذاب مباشرة وهلكوا.

2- لأنه من عادة الناس أن يستوحشوا من الرجل البعيد عن قبيلتهم وعن ملتهم - فكيف إذا كان على صورة ملك من الملائكة؟!!! فلا قوة للبشر على رؤية الملائكة لأنها مخلوقات نورانية (من نور)

3- ولأن عادة الناس تؤمن وتثق بمن تعرف - فناسب أن يكون الأنبياء من نفس القوم ومن جنسهم بل ومن أفضلهم خلقاً وأمانةً ونسباً ورجاحة عقل. فكل جنس يأنس لجنسه، وينفر من غيره.

4- لو أن الرسل كانت ملائكة لما تم تصديقها بسهولة ، لأن الملائكة قادرة على الإيفاء بكل المعجزات بكل سهولة بينما لا يوجد بشر يأتي بالمعجزة إلا بأمر من الله وبأن يكون الله قد اصطفاه

5- ولأن إرسال الرسل من البشر يؤدي إلى الأنس والسكن وتآلف الطباع، فلو كانت الرسل من الملائكة ما أطاق الناس ذلك.

6- ولأن من الصعب على البشر رؤية الملائكة ولأن الاتصال بالملائكة فيه عناء وجهد شديدين لا يحتمله جميع البشر.

7- ولأن الأنبياء والرسل خلقوا بشراً كسائر البشر فتحتاج أجسادهم إلى ما يحتاجه بقية البشر من طعام وشراب ويصابون بالمرض والموت قال الله تعالى: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون* وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين) سورة الأنبياء (7-8)