لعلَّ المقصود هنا في قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) أي بذل الوسع والجهد في الإتيان بالأوامر الشرعية التي جاء بها الشارع صلى الله عليه وسلم وذلك شبيه بقوله في الحديث النبوي: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".
وعلى المسلم المطيع لله ولرسوله أن يجتهد في تنفيذ الأوامر الشرعية وأن يبذل كل ما بوسعه في ذلك والله تعالى الرقيب على عباده مطّلع على خفايا الصدور وعلى النوايا ولا يكلّف الله نفسا إلا وسعها والله تعالى أعلم بعبده وبأحواله فإن كان مريضا ولا يستطيع الحج فلا شيء عليه ولا يؤثم ولكن يمكنه مثلا توكيل من يحجّ عنه بالإنابة أو إن كان مثلا عاجزا عن الصلاة قائما فيصلي جالسا إن أمكنهُ ذلك ولا تسقط عنه الصلاة ما دام بعقله واعيا مدركا حتى لو اضطرأ ن يصلي مُستلقيا في فراشه. وقِس على ذلك كل شيء. فالنواهي ننتهي عنها بالكلية ونجتنبها والأوامر نبذل وسعنا للإتيان بها على أكمل وجه ابتغاء مرضاة الله تعالى.