الابداع هو الصفة الملازمة للفنون، التي يجسدها الفنان في مختلف أعماله وتجعل منه أيقونة تصور الجمال على مر العصور، فالابداع هو الوسيلة الذي نستطيع من خلالها خلق الأشياء و تسخيرها لتحمل رسائل روح مبتكرها، و تخلد حروف إسمه على جدران الزمن.
ولعل الأمور التي تلهمني كفنانة لابدء من خلالها برسم لوحاتي، و ابتكار خطوط وتفاصيل جديدة، تختبئ خلف التفاصيل، فبرأيي كل ذرة في الكون تحمل عالماً بداخلها الذي كل ما تعمقنا به أكثر كلما اكتشفنا عوالم مصغرة تأخذنا إلى جوهر الكون الفسيح، و ألغازه الخفية التي تنتظر منا ان نكتشف مفاتيح اقفالها.
من وجهة نظري الطبيعة وما تحمل من جمال و تفاصيل هي افضل مكان لأخذ الإلهام بكل تفاصيله، و استنباط خطوط الابداع، فهي مصدر الإلهام الأساسي لأغلب الفنانين العظماء ولعل ابرزهم فان غوخ و مدرسة ما بعد الانطباعية التي ينتمي إليها، بحيث يمكنك ان ترى تفاصيل الطبيعة بأشكالها بالوحاته مع لمسات إبداع الفنان المتجسدة في الالوان و ضربات الفرشاة المبعثرة بصورة تغير الواقع و تأخذ المشاهد نحو عالم الابداع و الخيال، حيث انه جسد كل تفاصيل الابداع في لوحته ليلة النجوم، التي استوحى تفاصيلها في أحد الليالي مدينته، من خلال نظره الى السماء و رؤيته للنجوم و اضواءها اللامعة التي خطفت نظره و لامست روحه ليستطيع من خلالها أخذ الالهام الذي جعله يجسد لوحة تصور معاني الجمال بكل تفاصيلها و تجسد ما يدور في خياله و تعكس مشاعره بكل شفافية.
لذلك من وجهة نظري يمكنني ان اعتبر الطبيعة و ما تحمل من تفاصيل، احد مصادر الإلهام التي تمكنني من استحضار الابداع في لوحاتي وخصوصاً عندما أحاول ان ابحث عن الجمال و الألوان الزاهية التي تعكس الحقيقة والواقع.
برأيي لكي تستلهم الابداع و تفتح افاق روحك نحو الابتكار انظر حولك تعمق بتفاصيل الكون، و راقب كل دقائق اللحظة، اتبع ما يمليه عليك قلبك، وسافر معه نحو النجوم، و أبحر في العوالم الصغيرة حولك، لا تضع سقفاً لاحلامك، بل أحلم حتى يصل حلمك إلى أبعد النجوم، حينها صدقني سوف تجد الإبداع يتجسد بين يديك.