ما هي الأحاديث النبوية الشريفة الثابتة في أدب الاستماع للقرآن الكريم

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
بكالوريوس في المصارف الاسلامية (٢٠١٦-٢٠٢٠)
.
٢٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

دلت بعض الأحاديث النبوية على فضل قراءة القرآن واستماعه والتأدب في ذلك، ومنها:

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "قالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُ: أقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَ: فإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قالَ: أمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ". حديث صحيح [صحيح البخاري: 4582].

وفي هذا الحديث دليل على حسن استماع كلام الله تعالى، ودعوة المسلم إلى التدبر والتفكر في قول الله تعالى، وحسن الفهم لمعانيه ومقاصده، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أنزل الله تعالى القرآن على قلبه، إلّا أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يحب أن يسمعه من غيره، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

ما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ علَى لِسانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ". حديث صحيح [صحيح مسلم: 787].

حث الحديث الشريف على ضرورة الإقبال على القرآن الكريم بخشوع وفراغ قلب ونشاط، كما دل الحديث الشريف على ضرورة أن يكون قارئ القرآن ومستمعه مستيقظين، وضرورة أن يقبل الإنسان عليه حال نشاطه وقوته، فإن ذلك أنفع وأصحّ.


ما روي عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- "أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده، إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها، فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي، إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير قال: فقرأت، ثم جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير قال: فقرأت، ثم جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير قال: فانصرفت، وكان يحيى قريبا منها، خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج، عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم" رواه مسلم.

يدل الحديث الشريف على فضيلة قراءة القرآن واستماعه وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة، وفي هذا دعوة إلى تأدب المسلم عند استماع القرآن الكريم.