في البداية دعني أنقل لك قول ابن القيم في كتابه (الروح)، فيما يتعلق بالنفس، وتفسيماتها الثلاثة، وهي النفس المطمئنة، النفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء.
حيث قال ابن القيم:
أنه قد وقع في كلام كثير من الناس أن لابن آدم ثلاث أنفس: نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة، وأن منهم من تغلب عليه هذه، ومنهم من تغلب عليه الأخرى، ويحتجون على ذلك بقوله تعالى: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (1)، وبقوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (2)، وبقوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}(3).
والتحقيق: أنها نفس واحدة، ولكن لها صفات متعددة، فتسمى باعتبار كل صفة، فتسمى مطمئنة باعتبار طمأنينتها إلى ربها؛ بعبوديته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه والرضا به، والسكون إليه.
أما بالنسبة لأحاديث تتحدث عن النفس اللوامة بالسوء، فلم أجد حديثاً ذكرها صراحة، وإنما هي مجموعة أحاديث تتحدث عن تهذيب النفس عموماً، أذكر لك منها: "أنه قال صلى الله عليه وسلم : (ما تعدون الصرعة فيكم؟ فقالوا: الذي لا يصرعه الرجال، فقال: ليس كذلك، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب" وقد ورد حديث عنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن جهاد النفس: حيث قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع: (ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ).
وبالنهاية دعني أذكرك ان الأحاديث النبوية جاءت إما لتؤكد على شيء من القرآن الكريم أو تشرحه أو تضيف عليه، وكله وحيٌ من عند الله سبحانه سواءً القرآن أو السنة، إذ قال الله تعالى: " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى" سورة النجم، 3-4.
وقد وردت آيات تذكر النفس الأمارة بالسوء ذكرتها لك في بداية الإجابة.
المصادر
الإسلام سؤال وجواب
الإسلام ويب