ما هي الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت فيها العراق

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ورد ذكر العراق في الأحاديث النبوية في سياقات مختلفة :

السياق الأول :
إخبار عن أن العراق سيخرج منها الفتن وتكون مكاناً لظهور فرق ميتدعة ضالة .

فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن  رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال : اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مُدّنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله، فسكت، ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله، قال: من ثَم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن.

وهذا الحديث رواه الطبراني بهذا اللفظ وصححه غير واحد من العلماء ، وأصل الحديث في الصحيحين ولكن بلفظ ( قالوا : وفي نجدنا ) بدل ( عراقنا)، وهذا يفسر أن المقصود بنجد الوارد في الصحيحين هي العراق وليستنجد المعروفة الآن في الجزيرة العربية.

وهذا ليس فيه ذم لأرض العراق أو لأهلها على وجه العموم ،وإنما فيها إخبار أن أرض العراق ستكون مكاناً للفتن والقلاقل وظهور الفرق التي تفرق الأمة ،فهو إخبار عن واقع ، وقد كان ما قاله رسول الله .

فالخوارج ظهروا أول أمرهم من هناك وقاتلهم علي رضي الله عنه مع الصحابة حتى قتلهم ،وفيها ظهر الشيعة الذي سبوا صحابة رسول الله وكفروهم ، وغيرهم من الفرق الضالة .

وفي المقابل فإن العراق خرجت أجيالاً من العلماء والصالحين وأئمة هذه الأمةا لذين هدت لهم الأمة بالخيرية والإمامة ، وكانت مقصد العلماء ولم يكره أحد سكناها لأجل ما أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام .

السياق الثاني : الدعاء لأهل العراق

عن
جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونظر إلى الشام فقال : اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر إلى العراق فقال نحو ذلك، ونظر قبل كل أفق ففعل ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا وصاعنا .(رواه أحمد ) 

السياق الثالث  :
إخبار ببعض علامات الساعة الصغرى التي تقع فيها ومنها :

- انحسار الفرات عن جبل من ذهب ، ونهر الفرات في العراق :

عن أبي هريرة رضي الله عنه  أن رسول الله قال: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ : لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِى أَنْجُو" (متفق عليه) .

- سيطرة العجم والروم على بلاد العراق حتى لا ينتفع المسلمون بخيراتها كما وقع قديماً وكما هو واقع حديثاً :

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ) (متفق عليه)

 حيث أن الراجح في شرح هذا الحديث أن منع العراق لدرهمها يعني الجزية أو الخراج الذيكان يجبى منها ، وقفيزها يعني خيرات أرضها ، هو سيطرة الكفار عليها فلايبقى هناك جزية مع استئثارهم بخيرات العراق ، والله المستعان .
 
وفي مسلم أن رسول اله قال " يُوشِك أَهْل الْعِرَاق أَنْ لَا يُجْتَبَى إِلَيْهِمْ بَعِير وَلَا دِرْهَم , قَالُوا : مِمَّ ذَلِكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَل الْعَجَم يَمْنَعُونَ ذَلِكَ"

و هذا فيه إشارة إلى الحصار الاقتصادي الذي فرض ويفرض على أهل السنة في العراق .