ما هي الأحاديث النبوية الشريفة التي دعت إلى حسن المعاملة بين الآخرين

2 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٠٤ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
حضّ الإسلام على حُسنِ التعامل مع الآخرين بما يكفل العدالة والحياة الكريمة للجميع على حد سواء، فروى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". 

وبذلك نرى أن الإحسان شَمِلَ كل مجالات الحياة، ونذكر من هذه المجالات:

بر الوالدين

 حيث قال عزّ وجلّ: { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الاسراء:32]. أمر الله تعالى بالإحسان للوالدين وبرّهما وطاعتهما في غير معصية والتواضع والتذلل والإكرام والتلطّف معهما، روى أبو هريرة في البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: ( رضى الرب في رضى الوالد , وسخط الرب في سخط الوالد ) 

[رواه الترمذي وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"]  وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِلَفْظِ : ( رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُهُ فِي سَخَطِهِمَا ).  "وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ) [رواه مسلم].

الإحسان إلى الجيران

حثّ الإسلام على الإحسان إلى الجيران ومعاملتهم بالرفق واللين، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصيني بالجار, حتى ظننت أنه سيورثه) [رواه البخاري]. وقال عليه الصلاة والسلام: (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه) [وصححه الذهبي في التلخيص، والألباني في صحيح الأدب المفرد]. وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره..) .

الإحسان إلى الناس

حيث قال صلى الله عليه وسلم  : (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا..) [رواه الترمذي وصححه الألباني] ومما لا شك فيه أن هذا الخلق الحسن سينعكس سلوكا في المجتمع، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  (المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف) [ رواه أحمد، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة]. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخيركم من شركم؟» قال: فسكتوا، فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [ رواه البخاري ومسلم]. 

الإحسان في الحرب

حتّى في القتال الذي اضطرت له النفس البشرية واستُكرِهَت عليه لردِّ حقّ أو دفع شرّ أو تأمين حياة  حرص الإسلام على الإحسان فيه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو مودّعًا جيش المسلمين: "أوصيكم بتقوى الله، وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدورا، ولا تغلوا-أي: لا تسرقوا -،ولا تقتلوا وليدا، ولا امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعته، ولا تعقروا نخلا، ولا تقطعوا شجرا، ولا تهدموا بناء"

الإحسان للحيوان

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم: (من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرق هذه ؟ قلنا: نحن .
 قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار .)
 [رواه أبو داود بإسناد صحيح ].

  وحديث آخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدّثنا عن الإحسان للحيوان حين قالL بَيْنمَا رَجُلٌ يَمْشِي بطَريقٍ اشْتَدَّ علَيْهِ الْعَطشُ، فَوجد بِئراً فَنزَلَ فِيهَا فَشَربَ، ثُمَّ خَرَجَ فإِذا كلْبٌ يلهثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ العطشِ مِثْلَ الَّذِي كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَملأَ خُفَّه مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَه بِفيهِ، حتَّى رقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَه فَغَفَرَ لَه. قَالُوا: يَا رسولَ اللَّه إِنَّ لَنَا في الْبَهَائِم أَجْراً؟ فَقَالَ: "في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أَجْرٌ) [متفقٌ عليه].

ثمرات الإحسان

1.     كسب محبة الناس، فقد قال الشاعر أبو الفتح البستي: 
 أحـسن إلـى الناسِ تَستعبد قلوبهم  فـطالما اسـتعبدَ الإنـسان إحسان.

2.     دفع السوء والضرر في الحياة الدنيا
 فقد قال رسول الله صلى الله علسه وسلّم: ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء..) [ رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني]. 

3.     نيل محبة الله ومعيته، 
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ...)  مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

4.     الأمان والضمان من الرحيم الرحمن والفوز بالجنان

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/آمنة-عفانة
آمنة عفانة
معلمة تربية اسلامية في مدرسة القادة الدولية (٢٠١٨-٢٠١٩)
.
٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
 

  من مميزات هذا الدين العظيم  أنه جاء بالتعامل الحسن وقد وردَ عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث حول التعامل الحسن مع الآخرين منها : 

1. روى البخاريُّ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحِم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)؛ (البخاري – 2076)

2. وى مسلمٌ عن عائشة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرِّفقَ لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانه)؛(مسلم 2594 ).

3. روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعلَّ الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه) (البخاري -2078 / مسلم – 1562) .

4. روى البخاريُّ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أطعموا الجائع، وعُودوا المريض، وفُكُّوا العانيَ "الأسير")؛ (البخاري- 5649).

5. وى البخاريُّ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أطعموا الجائع، وعُودوا المريض، وفُكُّوا العانيَ "الأسير")؛ (البخاري – 5649) .

6. روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قالوا: يا رسول الله، أيُّ الإسلام أفضل؟ قال: (مَن سلِم المسلمون مِن لسانه ويده) ؛ (البخاري - 11 / مسلم – 66) .

7. روى الشيخانِ عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرِمْ ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُتْ)؛ (البخاري - 6018 / مسلم- 75) .

 هذا الدين العظيم قائم على الإحترام و إعطاء الحقوق للآخرين