بعد فتح بلاد الشام والعراق وبلاد فارس ومصر حصل المسلمون على الكثير من الغنائم التي وزعت بينهم في عهد عمر بن الخطاب ثم توقفت الفتوحات الإسلامية لفترة ومع هذا التوقف قل العطاء الذي يخرج من بيت المال للمسلمين أغلبه من الفتوحات في عهد عثمان بن عفان و قد رفض بعض المسلمين تقليل العطاء من مصر والعراق واليمن وجاءوا إلى عثمان في المدينة المنورة يطالبونه بزيادة العطاء وقد زاد عثمان لهم العطاء ورجعوا إلى بلادهم وكان الجيش الإسلامي في هذه الأثناء متجه إلى شمال إفريقية لفتحها وقد رجعوا في العام التالي سنة35ھ وطالبوا بمزيد من الأموال وقاموا بعد ذلك بحصار بيت عثمان مدة 40يوم وقد أرسل الصحابة أبنائهم لدفاع عن عثمان رضي الله عنه منهم الحسن بن علي والحسين بن علي عبدالله بن الزبير وعورة بن الزبير لكن عثمان طلب منهم أن يرجعوا لأن الرسول أخبره بذلك وفي اليوم 40دخلوا إلى البيت وقتلوا عثمان رضي الله عنه لتفتح باب الفتنة التي لم تغلق من السنة 35ھ وقد قتل عثمان عدد من الأشخاص الذين توزعو على العراق ومصر واليمن وقبل علي بن أبي طالب بالخلافة حتى لا تحدث فتنة بين المسلمين ورحل إلى الكوفة التي أصبحت مركز الخلافة ولم يقم علي على الاخذ يثأر عثمان في الوقت الراهن حتى تهدأ الأوضاع وتجتمع كلمة المسلمين وتوزع من قتل على عدد من القبائل التي ترفض قتل أبنائها ، ويرجع الجيش الإسلامي ورفض بعض الصحابة الاعتراف بخلافة علي حتى يأخذ القصاص ممن قتل عثمان وظهرت على إثرها 3جهات في العالم الإسلامي الأولى تمثل علي بن أبي طالب في الكوفة والثانية المدنية المنورة الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعائشة بنت أبي بكر وقد خرجوا إلى منطقة الجمل بين الكوفة والبصرة ومعهم العديد من الصحابة وجاء علي إليهم وأخبرهم السبب في عدم القصاص في الوقت الحاضر واتفق الطرفين على ان يعود الزبير وعائشة وطلحة إلى المدنية واستغل بعض المندسين المعسكرين وقتل على أثره عدد كبير من المسلمين والصحابة من أمثال طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعرفت باسم موقعة الجمل في السنة36ھ واما الطرف الثالث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في بلاد الشام وكان عثمان ابن عم معاوية وعندما علم بموته حزن عليه كثيرا وحزنت الشام وكان شرط دخول معاوية تحت حكم علي والاعتراف بخلافته الاخذ بثأر ابن عمه وقد أرسل معاوية رسالة إلى علي يطالبه بالقصاص ممن قتل عثمان و هذا شرط الاعتراف بخلافته وعلى أثر رفض معاوية قام علي بتحضير الجيش لمقابلة معاوية في بلاد الشام وإدخاله تحت حكم الخلافة وقد تقابل الجيشان عند أحد أطراف نهر دجلة في منطقة صفين وكان القتال على شكل كتائب صغيرة لمدة شهر كامل وكانت الغلبة لجيش علي وقد قتل إعداد كبيرة من الجيشين وقتل في المعركة الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه وبعد مرور شهر عرض عمرو بن العاص فكرة على معاوية لإنهاء المعركة والعمل بالتحكيم بين الطرفين وهي رفع المصاحف وبالفعل رفع جيش الشام بقيادة معاوية المصاحف ورفض علي في البداية الفكرة ثم قبل بها وانتهت المعركة ورجع كل من الطرفين إلى دمشق و الكوفة وجعل علي ابو موسى الأشعري ينوب عنه في التحكيم واما معاوية ناب عنه عمرو بن العاص وقد جرى التحكيم في اذرح وقد خرجت موقعة التحكيم بقبول معاوية بخلافة علي ووافق علي على حكم معاوية لشام وإنهاء الخلاف والفتنة وقد رفض جزء من جيش علي التحكيم وهم معروفين بالحفاظ واعتبروا علي ومعاوية وأبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص خرجوا على الدين ويجب قتلهم ومن هنا ظهر مذهب الخوارج فمنهم من قاموا بقتل المسلمين ومنهم من اعتزل الوضع السياسي وظهر المذهب الشيعي وهم شيعة علي وأنصاره ومذهب أهل السنة وانتهت الفتة بموت علي و استشهاده على يد عبد الرحمن بن ملجم وهو من الخوارج الذي أرسل مع شخصين لقتل علي في الكوفة ومعاوية في دمشق وعمرو بن العاص في مصر في السنة40ھ ومع موت علي بن أبي طالب تبدأ مرحلة جديدة في العالم الإسلامي