المعجزة في تعريف علماء الشريعة هي: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة يظهره الله على يد رسله، وسنة الله تعالى أن تكون معجزة كل نبي بما يشتهر به قومه، فنبي الله موسى عليه السلام أُيد بمعجزة العصا؛ لأن قومه يشتهرون بالسحر، ونبي الله نوح معجزته السفينة لأن قومه يشتهرون بالنجارة والبناء، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزته المعجزة العظيمة وهي القرآن الكريم، وهذا لأن قوم قريش اشتهروا بالفصاحة، فأتاهم من جنس ما يشتهرون به ليتحداهم الله تعالى بهذه المعجزة.
- فالقرآن الكريم هو معجزة الله الكبرى، وهي المعجزة التي أُيد فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو محفوظٌ من التحريف حتى يُرفع، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر، 9]، وتنقسم أوجه إعجاز القرآن الكريم إلى أربعة أقسام: الإعجاز البياني والإعجاز العلمي والإعجاز الغيبي والإعجاز التشريعي.
ونذكر هنا بعض الأمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
1. اكتشف العلماء أن كمية الأكسجين تقل كلما اتجهنا للأعلى نحو الفضاء، فتضعف القدرة على التنفس تدريجيًا بالصعود للأعلى حتى يغدو أمرًا مستحيلًا، وقد أخبرنا الله تعالى بهذه المعلومة منذ آلاف السنين وقبل وجود علماء صعدوا للفضاء أو علموا بوجوده، قال تعالى:
(ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) [الأنعام، 125].
2. اكتشف العلماء حديثًا أن هناك منطقة في جبين الإنسان تنشط عند الكذب، هي الناصية، وهذا ما ذكر في القرآن الكريم في سورة العلق في الآية 16: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ).
3. نظرية الانفجار العظيم التي تنص على أن السماء والأرض كانتا ككتلة واحدة ثم انفصلتا، فقد كانت نشأة الكون بداية بذرةٍ انفجرت بسبب حرارةٍ كبيرةٍ جداً أشد من حرارة الشمس، قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء، 30].
4. التقاء البحران دون إختلاطهما لم يكن اكتشافًا قديمًا، بل عُرف حديثًا وكان قد ذكر في القرآن الكريم منذ قرون، قال الله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن، 19-21].
5. الأرض تدور حول نفسها وهذا ما يُدرس حاليًا في المدارس، وقد ذكر في القرآن الكريم أيضًا منذ آلاف السنين، قال الله تعالى: (وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل، 88].
6. في عام 1929، برهن العالم إدوين هابل أن الكون في توسع، بعدما قال آينشتاين أنه ثابت، والله تعالى قد أخبر بهذا في كتابه الكريم: (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون) [الذاريات، 47].
7. تكون البرد في السحب الركامية، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ) [النور، 43].
- وعن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :
فإن القرآن الكريم أو السنة النبوية جاءت فأخبرت بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلما تقدم العلم اكتشف أشياءً كانت قد ذكرت في القرآن الكريم منذ آلاف السنين، وهذه حجة لكل كافر وملحد بأن كلام الله تعالى هو أصل كل الاكتشافات.
- وغيرها الكثير من الإعجازات، ولا يزال العلماء يكتشفون الاكتشافات التي وردت في القرآن الكريم حتى يومنا هذا، وفي كل مرة نُذهل بما نراه ونعرفه، فسبحان الله خالق كل شيء.
والله تعالى أعلم .