اخي السائل , ان القضاء هو احقاق الحق , و تطبيق العدل .
فالعدل هو اسم من اسماء الله تعالي , ولذا فكان حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم ان قاض في الجنه و اثنين في النار , و ذلك نظرا لخطوره منصب القاضي في الاسلام .
فيمكن ان نستخلص من الوقائع التاريخيه لسيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم و خلفاؤه الراشدين و من اهتدو بهديهم من القضاه في عصر الخلافه الاسلاميه , ان القضاء في الاسلام كان هو المعني الحقيقي و المطلوب حاليا من القضاه , و ذلك علي النحو التالي .
- الحكم بين الناس بالعدل .
- استقراء النصوص الدينيه و القرأنيه و السنه النبويه والحكم علي هديها
- الاجتهاد فيما لا يوجد به نص
- النصح و الارشاد
- انشاء المبادئ القانونيه الجديده في بعض الحالات
- تبرءه المتهم في حال عدم ثبوت التهمه عليه , فظهر في الاسلام فكره الخطأ في التبرأه خير من الخطا في العقاب .
و مما سبق يتضح لنا ان اغلب القضاه الا من رحم ربي , لا يستطيع ان يطبق تلك النقاط كامله , و ذلك اما بسبب القصور القانوني الذي قد يخلق من القاضي اداة لتطبيق العقوبه فقط , و ايقاف مكنه الاجتهاد للقضاء , او بسبب تكدس الدعاوي مما يجعل من وقت القاضي اضيق من ان يقوم بنصح متهم , او ترسيخ المبادئ القانونيه الجديده و التفكير فيها , او استقراء النصوص القانونيه , و تبيان معناها , فيحكم القاضي بما هو دارج امامه من سابقيه من قضاه , و للاسف هو ما نعاني منه في مهنه المحاماه , فتكون مكنه اقناع القاضي بتطبيق نص معين بشكل معين امر غايه في الصعوبه حتي و ان كانت وجهة نظرك كرجل قانون صحيحه .