ما هي أهمية العقل في أدب ابن المقفع

1 إجابات
profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال ابن المقفع في هذا الأمر 

"أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً. والله وقت للأمُور أقدارها، وهيأ إلى الغايات سبلها، وسبب الحاجات ببلاغها.


فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمغاد، والسبيل إلى دركها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِ بالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ."


ومما جاء في كتابه" الأدب الكبير والأدب الصغير" في موضوع أن الأدب ينمي العقول


يقول فيه ابن المقفع أن للعقولِ غرائز سجيات تقبل بها الأدب، وبالأدبِ يتم تنمية العقولُ وتزكيتها.


فمثل كون الحبة المدفونة في الأرضِ لا تستطيع أن تخلعَ يبسها وتبين قوتها وتظهر فوق الأرضِ بزهرتها وريعها ونمائها ونضرتها إلا بمساعدة الماء الذي يغورُ إليها في مستودعها فيذهب عنها أذى الموت واليبس ويحدث لها بإذن الله الحياة والقوة،


 "فكذلك سليقةُ العقلِ مكنونةٌ في مغرزها من القلبِ: لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدبُ الذي هو ثمارها وحياتها ولقاحها." 

ومعظم الأدب بالمنطق ومعظم المنطقِ بالتعلمِ. ليس منه حرف من حروف متعجمه، ولا اسم من  أسمائها إلا وهو متعلمٌ، مروي، مأخوذٌ عن إمام سابقٍ، من كتاب او كلامٍ.


وهذا دليلٌ  أنّ الناس لم يبتدعوا أصلها ولم يأتهم علمها إلا من قبلِ  الحكيمِ العليمِ.


ويكمل في اقتباس من كلامه بشكل حرفي:

 "فإذا خرجَ الناسُ من أن يكونَ لهم عملٌ أصيلٌ وأن يقولوا قولاً بديعاً فليعلمِ الواصفونَ المخبئون أن أحدهم، وإن أحسن وأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبر حداً ومرجاناً، فنظمه قلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُ بذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً، وكصاغة الذهب والفضة، صنعوا منها ما يعجبُ الناس من الحلي والآنية، وكالنحل وجدت ثمراتٍ أخرجها الله طيبةً، وسلكت سبلاً جعلها الله ذللاً، فصار ذلك شفاءً وطعاماً، وشراباً منسوباً إليها، مذكوراً به أمرها وصنعتها.
فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أو يستحسنُ منهُ، فلا يعجبن إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا."