كوني عملت في مجال الإعلام على مدى سنوات عديدة، فقد قابلت عدة شخصيات معروفة في كل الأصعدة في الأردن وخارجه، فمن الشخصيات الأردنية التي قابلتها د. ممدوح العبادي ود. لانا مامكغ وأحد أبطال العالم في رفع الأثقال عن فئة ذوي الإعاقة الأردني معتز الجنيدي وجميع المغنيين الأردننين المعروفين كمجد أيوب وديانا كرزون وحسين السلمان وطوني قطان وزين عوض، كما قابلت عدداً من الممثلين الأردنيين أبرزهم زهير النوباني وأمل دباس وقمر الصفدي والشاعر حيدر محمود والإعلامية عروب صبح.
أما من خارج الأردن فقد قابلت الفنان مصطفى قمر والفنان الليبي علي حميدة والفنان راغب علامة والفنان تامر حسني والفنان أحمد جمال والفنان محمد عساف والفنان ملحم زين والشاب خالد والمصور الفلسطيني أحمد جلاجل والطبيب المصري الكوميدي باسم يوسف والإعلامي اللبناني زاهي وهبي.
كان أغلبهم لطيفين، والأقلية منهم متكبرين وفظين، لكن هناك أشخاص قابلتهم وأثروا بي شخصياً منهم الفنان الأردني زهير النوباني الذي قابلته قبل حوالي عامين ولم يكن قد سبق لي معرفته أو مقابلته شخصياً من قبل، إلا أنه كان شخصاً لطيفاً للغاية وذو روح مرحة جداً؛ إذ جمع معظم موظفي الإذاعة حوله وأخذ يحكي لنا حكاياتاً عن ماضيه بأسلوبه الجدي والطريف في نفس الوقت. وعندما حان وقت المقابلة كان هناك سؤالاً عن والده المرحوم فقال أن النصيحة التي كان ينصحه دائماً والده بها هي "احترم الناس بحترموك وهيك بتكون احترمت حالك"، أثرت بي هذه النصيحة لأنني كنت قد مررت بموقف ما قبل مقابلته مع إحدى مستمعات الإذاعة وجاءت وقتها نصيحته على الوجع، وبقيت في ذهني حتى الآن. كما أنني كنت أتفاجأ بأن الفنان زهير النوباني أصبح يطمئن علي بين وقت وآخر مع أنه لم يسبق لي معرفته من قبل، وعندما قدمت استقالتي من عملي طلب مني أن أرسل له سيرتي الذاتية ليرسلها لمعارفه!
كما أثرت بي قصة حب الفنان الأردني طوني قطان وزوجته الإعلامية دانا أبو خضر، فلا بد أنك سمعت بأن الفنان طوني قطان أحب الإعلامية دانا أبو خضر وواجها معاً صعوبات كثيرة وخصوصاً عندما كان مريضاً في كبده وقد سافر للعلاج خارج الأردن لفترة، وكنا في مزاج إف إم أول من يقابله بعد خروجه من العملية معافىً، وعندها تحدث لنا عن شوقه للأردن ولزوجته بصوته المنهك، وعن قصة حبهما التي تحدت كل الظروف، وقد كتبت دانا عن في كتابها "على لائحة الانتظار" عن قصة حبهما وصراعهما مع المرض وقالت "ليست هذه مجرد قصة غرام وصراع، بل هي في جوهرِها حكاية إيمانٍ، وأجرؤ أن أقول إنَّ فيها عشقاً لله الذي تدخل تدخلًا أصفه بالعجيب في مرضنا، فَشَفى أرواحنا قبل أجسادنا"!
أما المصور الصحفي الفلسطيني أحمد جلاجل فقد قابلناه في راديو هلا أكثر من مرة للحديث عن الأوضاع في فلسطين وكان يكلمنا وكله حماس وثقة وشموخ بالرغم من أن ابنه كان أسيراً في سجون الاحتلال وقتها ويتعرض للتعذيب، وقد أثر بي كثيراً وعلمني كيف يكون الصحفي المحترف.
أما الإعلامية علا الفارس فقد عملت معها لمدة عام تقريباً، وأثرت بي بتواضعها وطيبة قلبها، فقد كانت ترفض استعجال المستمعين الذين يشاركون في برنامجها عبر الهاتف مهما طالت المكالمة لئلا تجرحهم، فكانت تقول أن الناس يحبون سماع أصواتهم على الهواء كما أنهم يحبون الحديث في المواضيع التي تستهويهم ليفضفضوا ويرتاحوا.
فمن يعمل في مجال الإعلام تكون أمامه العديد من الفرص لمقابلة الناس والتأثر والتأثير بهم، فنحن نقابل المشاهير وغيرهم ونتعلم الكثير من الدروس منهم ونعلمهم أيضاً.
54 مشاهدة
