الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، كان يلقبه النبي صلى الله عليه وسلم بأبو تراب.
وُلد قبل البعثة بعشر سنين، وقد تربّى رضي الله عنه في حجر الرسول صلى الله عليه وسلّم، وتزوج ابنته وكان من السابقين في الإسلام،
وقد شارك بالكثير من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد علي في الله حق جهاده فشارك مع الرسول جميع الغزوات إلا تبوك وكان في أكثر الغزوات ما يكون اللواء بيده،
- ومن أهم أقواله في الشجاعة والجهاد والنصر والهزيمة:
أولاً: رحم الله امرءاً أحيا حقّاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل.
ثانياً: ورد أنّ بني فراس بن غُنم بن كنانة، كانوا من أشجع العرب وأنجدهم و «كان الرجل منهم يعدل عشرة من غيرهم. وفيهم يقول علي بن أبي طالب لأهل الكوفة: من فاز بكم، فقد فاز بالسهم الأخيب، أبدلكم الله بي، من هو شر لكم، وأبدلني بكم من هو خير منكم: وددت والله أن لي بجمعكم وأنتم مائة ألف ثلاث مئة من بني فراس بن غُنم».
ثالثاً: قصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع عمرو بن ود المشرك الذي تجاوز الخندق يوم الأحزاب ونادى يا محمد قد اشتقت لدخول النار فأخرج لي من يشتاق لدخول الجنة من صحابتك!! -فانبرى علي بن أبي طالب بعدما أذن له رسول الله منشداً الأبيات التالية:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نبهت وبصيرة والصدق منجى كلّ فائز
إنـي لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
فسعى على نحو عمرو حتى انتهى إليه، فقال له: (يا عمرو إنّك كنت تقول: لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلاّ قبلتها أو واحدة منها، قال: أجل، قال علي: إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأن تسلم لربّ العالمين. قال: يا ابن أخي أخّر هذا عنّي، فقال: أما أنّها خير لك لو أخذتها، ثمّ قال علي: ها هنا أخرى، قال: وما هي؟ قال: ترجع من حيث أتيت، قال: لا، تحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً، قال علي: ها هنا أخرى، قال: وما هي؟ قال علي: أبارزك وتبارزني. فضحك عمرو وقال: إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك نديماً لي، فقال علي: وأنا كذلك، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحق. فحمى عمرو ونزل عن فرسه وضرب وجهه حتّى نفر، وأقبل على علي مصلتاً سيفه وبادره بضربة، فنشب السيف في ترس عليّ، فضربه علي.
- قال جابر الأنصاري رحمه الله: وتجاولا وثارت بينهما فترة، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ولا سمعت لهما صوتاً، ثمّ سمعنا التكبير فعلمنا أنّ علياً قد قتله، وسرّ النبي سروراً عظيماً لمّا سمع صوت بمقتله، وكبّر وسجد لله تعالى شكراً، وانكشف الغبار وعبر أصحاب عمرو الخندق، وانهزم باقي المشركين، فكانوا كما قال الله تعالى: (وَرَدَّ اللَّه الَّذينَ كَفَروا بغَيظهم لَم يَنَالوا خَيراً) سورة الأحزاب 25
رابعاً: ومن أقواله رضي الله عنه:" فَإنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الْحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ…}
خامسا: هو الذي كان يقول في غزوة خيبر أن السيف بالسيف والبادئ أظلم! فيخرج مرحبُ يوم خيبر فخورًا يقول لعلي:
قد علمتْ خيبر أني مرحبُ شاكي السلاح بطلٌ مُجردا إذا الحروب أقبلت تلهبُ
فيقول له علي رضي الله عنه
أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظرة أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ولأن في النزال لا ميزان إلا السيف كلته حقه، ووفيته طعنة إثر طعنة!