إليك شرحاً وافياً لما تريد: (يتضمن أقسام تمييز النسبة وكيفية معرفته من خلال الأمثلة بالقياس عليها)
قبل أن تعرف تمييز النسبة لا بد أن نمر مرور الكرام على معنى التمييز. فالتمييز هو اسم نكرة يبين إبهام اسمٍ، وقد يكون مفرداً أو نسبة. وعليه فالتمييز يتضح من خلال اجتماع خمسة أمور فيه، هي:
- أن يكون اسماً.
- أن يكون نكرة.
- أن يكون جامداً ليس مشتقاً.
- أن يكون مفسراً لما كان مُبهَماً من الذوات
- أن يكون فضلة (أي زائداً ليس من أركان الجملة).
والتمييز نوعان: تمييز مفرد، تمييز نسبة:
1 –ويسمى تمييز المفرد أيضاً (تمييز الذات)، وهو ما كان فيه المميز اسماً ملفوظاً غير معروف (مبهم) ولهذا السبب سمي أيضاً بالملفوظ.
2 – تمييز النسبة، وهو ما كان المميز فيه (جملة) مبهمة النسبة، فهو يلاحَظ من سياق الكلام من غير أن يلفظ ولهذا السبب يسمى بالملحوظ.
تمييز النسبة: وكما تم تعريفه فإن: " المراد به رفع إبهام ما تضمنه من نسبة عامل؛ فعلا كان أو ما جرى مجراه أو وصفا، أو اسم فاعل إلى معمولة من فاعل ومفعول به." ويأتي على ضربين: محول وغير محول.
أولا: تمييز النسبة المحول (عن فاعل، عن مفعول، عن المبتدأ)
- محول عن فاعل: مثل قوله تعالى: ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) وهنا "شيبا" أزالت الغموض عن اشتعال الرأس، والأصل فيها اشتعل شيبُ الرأس.
- محول عن المفعول: مثل غرستُ الحديقة أزهاراً، فالأصل فيها غرستُ أزهار الحديقة، فجاءت "أزهار" لتزيل الغموض في العلاقة بين "غرست" و "الحديقة".
- محول عن المبتدأ: ويأتي هذا النوع ذلك بعد "أفعل" المستخدم للتفضيل مثل قوله تعالى: ﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً) والأصل فيها مالي أكثر.
ثانيا: تمييز نسبة غير محول: ويقع في أسلوبين إنشائيين هما:
- أسلوب التعجب القياسي (ما أفعله، أفعل به) أكرم به رجلاً!، ما أكرمك رجلاً! فالتمييز هو "رجلاً" في الجملتين.
- أسلوب المدح والذم، مثل قوله تعالى: ﴿ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ والفعل "بئس" هو من أفعال الذم، وهنا "بدلاً" هي التمييز في الجملة.
ويعرب التمييز في كافة مواضعه وأنواعه أنه: تمييز منصوب وعلامة نصبه –الفتحة- الظاهرة على آخره.
87 مشاهدة
