ما هي أفضل الأعمال المستحبة في شهر صفر؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
لا يختص شهر صفر بأي من العبادات المستحبة التي تستحب فيه خصوصا ، بل هو شهر كسائر شهور العام ، يستحب فيه ما يستحب في غيره من الشهور من العبادات ولا مزية لأي عبادة في هذه الشهر عن غيره من الشهور ، حيث لم يأت نص من الكتاب أو السنة أو عمل السلف في استحباب ذلك .

وكل ما يروى من أحاديث أو استحباب عبادات أو أدعية خاصة في هذا الشهر فهي مكذوبة  .

ويبدو أن أصل من اختراع هذه الأحاديث إدرادة معاكسة ما كان عليه أهل الجاهلية من التشاؤم بشهر صفر ، حتى جاء النهي عن هذا التشاؤم كما في الحديث ( ولا صفر ) يعني ولا تشاؤم بهذه الشهر كما هو أحد أوجه تفسير هذه اللفظة من الحديث ، فأراد بعضهم إظهار هذه المخالفة فاخترعوا عبادات لهذا الشهر لا أصل لها وهذا باطل .


جاء في جواب للجنة الدائمة للإفتاء عن صلا نافلة في ضحى يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر يزعمون فضيلتها : 
فأجابت اللجنة بما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
هذه النافلة المذكورة في السؤال لا نعلم لها أصلًا في الكتاب ولا من السنَّة، ولم يثبت لدينا أنَّ أحدًا من سلف هذه الأمة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة، بل هي بدعة منكرة.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»

ومن نسب هذه الصلاة وما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنه: فقد أعظم الفرية، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين.

وقد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ (سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني ويشربون ويتبركون بها ويتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور، وهذا اعتقاد فاسد، وتشاؤم مذموم، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله.


وفي سؤال آخر وجه للجنة حول دعاء خاص بشهر صفر ونصه :

" تجدون برفقته دعاءً وُجِد يوزع مع بعض الوافدين عن شهر صفر، ومنه قوله: «اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه، اكفنا شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وبكلماتك التامات، وبحرمة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تحفظنا، وأن تعافينا من بلائك، يا دافع البلايا، يا مفرج الهم، ويا كاشف الغم، اكشف عنا ما كُتب علينا في هذه السنة من هم أو غم، إنك على شيء قدير».
فآمل من سماحتكم التكرم بالنظر فيه.
 
فأجابت اللجنة بما يلي:
هذا دعاءٌ مبتدَع من حيث تخصيصه بوقت معين، وفيه توسل بالحسن والحسين، وحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهه، وبأسماء سمي الله بها لم تثبت في القرآن ولا في السنة، والله سبحانه لا يجوز أن يسمى إلا بما سمَّى به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، والتوسل بالأشخاص، أو بجاههم في الدعاء بدعة، وكل بدعة ضلالة ووسيلة إلى الشرك. وعليه فيجب منع توزيعه وإتلاف ما وجد منه، ويظهر أنه من دسِّ الشيعة الضُلَّال.

والله أعلم