ما هي أغرب المعلومات الطبية المغلوطة التي سمعت عنها؟

            تنتشر المعلومات الطبية بشكل كبير بين الناس، دون أن يكون لها مرجع طبي معتمد. وقد يكون ذلك بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ودمج الخرافات والمعتقدات الخاطئة المتوارثة مع المعلومات الطبية، فأصبح الإفتاء في الطب مهنة من لا مهنة له. كما أن البعض يدلي برأيه من خبرة سابقة له في التعامل مع بعض الأمراض فيعمم ما حصل له على الآخرين. إن انتشار هذه المعلومات بين الناس قد يجعل البعض يتأخر في العلاج، أو يسرف في أخذ النصائح من غير المختصين، مما يؤثر سلبًا على صحته.

      إليك بعض المعلومات الطبية المغلوطة، والكثر انتشتارًا في العالم:

انتشرت في الآونة الأخيرة هذه المعلومة، وبناءَ عليها تم عمل مجموعة من الحميات التي تقلل أو تمنع الدهون نهائيًا. وللأسف لا يوجد تمييز بين الدهون الصحية والضارة. إن الدهون الصحية والتي تشمل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات والأسماك ترفع من نسبة الكوليسترول الجيد مما يساعد في تجنب الأزمات القلبية، والحصول على وزن مثالي، وتعزيز عملية حرق الدهون بفاعلية.

هذه المعلومة منتشرة كالنار في الهشيم، وكنت من ضمن مؤيديها. إن الاعتقاد الشائع أن الصوت الناجم عن طقطقة الأصابع هو من احتكاك العظام بالمفاصل هو اعتقاد خاطىء. فالصوت ينتج عن فقاعات غازية تملأ تجاويف الغضاريف التي تبطن المفاصل، ولا يسبب التهاب المفاصل. ووجدت نتائج دراسة من دورية Annals of the Rheumatic Diseases أن الأفراد الذين يقومون بطقطقة أصابعهم بانتظام كانوا أكثر عرضة لضعف قبضة اليد وتعرضهم لتورم في اليدين مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا  يطقطقوا أصابعهم بانتظام.

هذا المعتقد هو الأكثر شهرة بين الآباء، وخاصة إذا كان أطفالهم كثيري الحركة. لم تثبت الدراسات وجود علاقة بين النشاط الحركي وتناول السكريات. يقول مارك وولريتش، رئيس قسم طب الأطفال التنموي والسلوكي في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما: "ينظم الجسم عادة تلك السكريات. وإذا احتاج إليها ، فسيستخدم الطاقة. إذا لم تكن بحاجة إليها ، فسوف تحولها إلى دهون للتخزين."

هذا المعتقد أيضًا منتشر بين العامّة دون وجود دراسات تؤكد على ضرورة ذلك. المعيار العادي للأشخاص المختلفين هو 1 مليلتر لكل سعر حراري من الطعام. من المحتمل أن يكون معتقد تناول ثمانية أكواب في اليوم قد بدأت في عام 1945 ، عندما قال مجلس الغذاء والتغذية التابع للمجلس القومي للبحوث إن البالغين يجب أن يتناولوا 2.5 لترًا من الماء يوميًا، متناسين أن معظم الطعام به ماء. ناهيك عن المشروبات اليومية الاعتيادية مثل الشاي والقهوة والنسكافيه. الجسم ذكي وينبهك للحاجة للماء عند شعورك بالعصش أو الجفاف أو الجوع. إذا ما كنت تشعر بالجوع في غير وقته، اشرب الماء، وإذا فقدت الشعور بالجوع، ستعرف أنّ جسمك كان بحاجة للماء.

انتشر هذا المعتقد بسبب حالات من التشنجات التي حصلت للبعض، قد تكون تلك التشنجات قد حصلت بسبب حركة خاطئة أو بسبب الإجهاد، ولا علاقة للأمر بالسباحة أو الاستحمام. يقول الدكتور مايكل بونيفاس، طبيب طب الطوارىء في مايو كلينك:" كان الشعور القديم أنه بعد تناول الطعام ، قد يتحول جزء من الدم إلى أمعائك حتى تتمكن من الهضم ، مما يؤدي إلى تحويل مجرى الدم بعيدًا عن ذراعيك ورجليك". وقد تصاب بالتعب أو الإرهاق ، وتكون أكثر عرضة للغرق. "قامت العديد من الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع. وفي عام 2011، وجدت مراجعة أجرتها لجنة استشارية للصليب الأحمر الأمريكي لجميع الأدلة العلمية أنه لا يوجد ما يشير إلى أن تناول الطعام قبل السباحة يشكل خطر الغرق ، وخلصت إلى أن الرابط "يمكن استبعاده باعتباره أسطورة".

كان هذا اقتراح من عالم النفس ويليام جيمس من القرن التاسع عشر، الذي اقترح أن معظم إمكاناتنا العقلية تذهب غير مستغلة، لكنه لم يحدد نسبة مئوية معينة لاستخدامات خلايا الدماغ. تم دراسة هذا المعتقد بشكل كبير، وبين تصوير الدماغ وجود مناطق في دماغنا تشغل أكثر من 60% تنشط أثناء نوم حركة العين السريعة، أو عندما نحلم. كما تُظهر فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لنشاط الدماغ  إضاءة مناطق واسعة من الدماغ عند القيام بأي مهمة معرفية أو تحتاج لتفكير. كما تم استخدام التحفيز الكهربائي مع إضافة مخدر موضعي للتأكد من وجود مناطق نائمة في الدماغ وهي مناطق يتوقع العلماء وجودها في حال استخدام جزء صغير من الدماغ، لكن لم يجدوا. ولو كان استخدام أجزاء صغيرة من الدماغ حسب المعتقد السائد، فلماذا يتضرر من يصابون بسكتات أو جلطات دماغية في أماكن متفرقة من الدماغ؟

وأنت، هل تعرف معلومات طبية مغلوطة منتشرة بين الناس؟

المراجع:

للاطلاع على مزيد من هذه المعلومات، تابع الروابط التالية: