قوصوه هي نفسها كوسوفو وقد وقع فيها معركتان فاصلتان في التاريخ العثماني:
- سميت الأولى بمعركة قوصوه - أو كوسوفو - الأولى ووقعت يوم 20 جمادى الآخرة 791 هـ الموافق 15 يونيو 1389 م.
وكان سبب هذه المعركة الرئيس هو التوسع العثماني بقيادة السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان في الفتوحات في الأراضي الأوروبية خاصة البلقان حيث فتح أدرنه وجعلها عاصمة الدولة العثمانية، حيث استشعر النصارى الخطر وصاروا يبحثون عن فرصة للتوحد للقضاء على العثمانيين.
وأثناء انشغال السلطان مراد الأول بإحدى المعارك هاجم ملك الصرب لازار أدرنه عاصمة الدولة العثمانية، فغضب السلطان مراد الأول وعزم على رد ذلك.
وفي نفس الوقت توحد الصرب مع المجر مع الأفلاق مع جميع النصارى في منطقة البلقان استعداداً للمعركة فاصلة، وجمعوا ما استطاعوا من قوات وسلاح بدعم من أوروبا والدولة البيزنطية التي صارت تخشى من تقدم العثمانيين في أوروبا ومحصارتهم للقسطنينية.
فالتقى الجيشان في سهل كوسوفو - أو قوصوه - في 20 جمادى الآخرة ودارت رحى معركة ضروس استمرت ثلاثة أيام، انتهت بانتصار ساحق للعثمانيين وهزيمة وإبادة في جيش الصرب وحلفائهم من النصارى، وأسر ملك الصرب لازار وقتل بعد أسره.
وكانت نتيجة المعركة بعد هذه الانتصار الباهر هو انكسار تحالف الصرب قوتهم الرئيسة وقوتهم وانتشار الإسلام في البلقان والتمهيد لفتح كامل البلقان وعاصمة الصرب بلغراد.
لكن بعد انتهاء المعركة تظاهر أحد جنود الصرب برغبته إشهار الإسلام وهجم على السلطان مراد وطعنه طعنة أدت إلى استشهاده رحمه الله.
- أما معركة قوصوه - أو كوسوفو - الثانية فقد وقعت عام 850 هـ الموافق 1448 م في نفس المنطقة بين جيش العثمانيين بقيادة السلطان مراد الثاني وجيوش الصليبيين بقيادة المجري يوحنا هونياد.
وكان سببها الرئيس رغبة الإمبراطور المجري يوحنا الانتقام من هزيمتهم في معركة فارنا التي وقعت قبل هذه المعركة بأربعة أعوام، حيث حاول يوحنا تجميع شتات قوات الصلبيبين في البلقان وبدعم من البابا نقولا الخامس وسائر الصليبيين.
وتحرك الجيش العثماني بطريقة مدروسة حتى تفاجأ الصليبيون بالجيش العثماني بقيادة السلطان مراد الثاني في سهل كوسوفو ودارت رحى معركة ضروس بين الطرفين، انتهت بإبادة القوة الرئيسية للمجر وانتصار ساحق للعثمانيين.
وكانت نتيجتها الرئيسة هي انهيار آخر محاولات الصليبين لاستعادة البلقان من العثمانيين حيث خضع لهم مدة خمسة قرون بعد ذلك، والتمهيد لفتح القسطنطينية حيث فتحت بعد هذه المعركة بخمس سنوات على يد محمد الفاتح ابن السلطان مراد الثاني.
والله أعلم