ما هي أسباب حدوث التسمم عند تجاوز الجرعات المسموح بها للدواء ؟

يحدث تسمم في الدم نتيجة زيادة كمية وجرعة الدواء عن عدد مستقبلاته في الجسم مما يؤدي إلى تراكمه في الدم مسببا زيادة التأثير على النحو الخاطء أو تراكم في الدم وتأثير على طريقة خروجه من الجسم مما قد يؤدي إلى تضرر العضو المسؤول عن إخراج الدواء مثل الكلى بسبب عدم قدرتها على إخراج الفائض من العلاج.

جرعات الأدوية يتم تحديدها بعد دراسة دقيقة لكيفية تأثيرها وعلى أي جزيئات تعمل ""تحديدًا"" مثلًا لو كان الدواء يعمل على مستقبلات معينة ، بالتالي بمجرد زيادة الجرعة عن الحد المسموج سيحدث إشباع في هذه المستقبلات (هذا ما قد يحدث عند بعض أنواع المستقبلات وليس كلها) مما يعني تراكم الدواء خاصةً عندما يتعلق الأمر بأيض الدواء ، فيتراكم مسببًا السمية ، وفيما يلي مثال:
*** مثبطات بيتا الانتقائية تفقد انتقائيتها على مستقبلات بيتا-1 عند زيادة الجرعة وتبدأ بالتأثير على مستقبلات بيتا -2 مما يسبب انخفاض حاد بضغط الدم ،  واضطرابات تنفسية وخفقان القلب ، وتؤثر الرئة والقصبات الهوائية.

تحدث سمية الدواء عندما يتراكم الكثير من الدواء في مجرى الدم، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الجسم، فقد تحدث سمية الدواء عندما تكون الجرعة المتناولة كبيرة جداً أو لا يتمكن الكبد أو الكليتان من إزالة الدواء من مجرى الدم، مما يسمح له بالتراكم في الجسم.



ويمكن أن تحدث سمية الدواء نتيجة الإفراط في تناول الدواء (تناول الكثير من الدواء في نظام الشخص في وقت واحد). ويمكن أن يحدث هذا إذا تجاوزت الجرعة المتخذة الجرعة الموصوفة، سواء عن قصد أو عن طريق الخطأ، ومع ذلك، في بعض الأدوية، يمكن أن تحدث سمية الدواء أيضاً كرد فعل ضار للأدوية، وفي هذه الحالة، يمكن أن تسبب الجرعة العلاجية المعطاة آثاراً جانبية غير مقصودة وضارة وغير مرغوب فيها.

في بعض الحالات، كما هو الحال مع الليثيوم المخدرات، فإن العتبة بين ما هي جرعة فعالة وما هي جرعة سامة ضيقة للغاية، فقد تكون الجرعة العلاجية لشخص واحد سامة لشخص آخر، ويمكن أن تتراكم الأدوية ذات العمر النصفي الأطول في مجرى الدم للشخص وتزداد بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن لعوامل مثل العمر ووظائف الكلى والماء أن تؤثر على مدى سرعة الجسم في إزالة الدواء من الجسم، وهذا هو السبب في أن الأدوية مثل الليثيوم تتطلب اختبارات دم متكررة لتتبع مستويات الدواء في مجرى الدم.

دائما ما يقال أن الدواء هو سلاح ذو حدين , فعندما يلتزم المريض بالجرعات المحددة يقوم الدواء بإعطاء تأثيره الطبي مع القليل من الآثار الجانبية المحتملة في معظم الحالات و لكن عند أخذ الدواء بجرعات كبيرة و تجاوز الجرعات المسموحة يصبح المريض في خطر حدوث آثار قد تهدد حياته أحيانا , الأسباب لذلك متنوعة بحسب الدواء نفسه فقد يسبب الدواء عند تجاوز جرعاته بتلف في الكبد لأنه يكسر هناك أو يسبب مشاكل في الكلى أو يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي فيسبب القرح المعدية مثلا , ومن الممكن ان يتراكم الدواء في الدم بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص منه بسبب وجوده بكميات كبيرة و يؤدي ذلك إلى الكثير من الآثار على المريض .

يعطى الدواء ضمن جرعة تمكن الجسم من إخراجها دون تراكمها فيها لكن عندما يتجاوز المريض الجرعة المسموح  بها وصولا الى اقصى جرعة لا يستطيع الكبد القيام بعملية استقلاب للدواء بسبب الكمية الهائلة منها مقارنة مع كمية الانزيمات المسؤولة عن هذه العملية ومن الممكن لدواء ان يرتبط مع بروتينات الجسم مؤدي الى عطبها مما يؤدي الى فقدانها لعملها و حدوث خلل  في وظائف اعضاء الجسم او تكوين اجسام حرة عند ارتباط الدواء بالبروتينات  وهي مواد سامة