ما هي أسباب الإصرار على المعصية وعدم التوبة منها

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢١ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هناك جملة من الأسباب تقود صاحبها إلى الإصرار على المعصية وعدم التوبة منها يجمعها بشكل عام : ضعف الإيمان وضعف العقل !

وتفصيل ذلك :

توضيح كيف أن ضعف الإيمان يجعل صاحبه يصر على المعصية:

ضعف الإيمان يضعف تعظيم صاحبه لله تعالى ولو عظم العبد ربه وقدره حق قدره لما عصاه ، لأنه كلما زاد تعظيم العبد لربه وهيبته ومحبته وخوفه في قلبه كلما ازداد طاعة له وامتثالاً لأمره ، وفي المقابل كلما ضعفت هذه الهيبة والمحبة والخوف كلما تجرأ الإنسان على ربه وقصر في حقه وأسرف على نفسه في المعاصي.

ثم إن من أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخر، فمن آمن باليوم الآخر حق الإيمان وأيقن أن هناك جنة وناراً ، وأن للمعصية عقوبة سينالها عاجلاً أو آجلا وأنه كلما ازداد معصية كلما ازداد ثقل أوزاره وخطر عقوبته ، فهذا الإيمان يمنع صاحبه عن الإسراف في المعاصي ويدفعه إلى المسارعة للتوبة والاستغفار خوفاً من النار وطمعاً في الجنة ،وفي المقبل فإن ضعف الإيمان وضعف اليقين بالدار الآخرة يجعل صاحبه يحرص على نيل شهوته في الدنيا ، فهذه الدنيا هي جنته فينهمك في المعاصي ويصر عليها رغبة في نيل الشهوات!

توضيح كيف أن ضعف العقل يجعل صاحبه ينهمك في المعاصي ويصر عليها :

فإن العاقل متى وازن بين نيل شهوة عابرة تنتهي في ساعات أو دقائق معدودة ثم يعقبها حسرات وآلام في الدنيا والآخرة، وبين جنة عرضها السماوات والأرض خالداً مخلداً فيها له فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،فإنك تجده يفضل الآخرة على الشهوة العابرة  ولا شك !
ولكن لما يغطي على عقله سكرة الشهوة ويطغى على قلبه لذتها يفقد عقله وإدراكه فيستعجل هذه الشهوة ويغيب عنه العاقبة فيصر ويعاند ولا يصحو إلا عند الموت حين يقال ( فبصرك اليوم حديد) !

فإذا اجتمع ضعف الإيمان مع ضعف العقل والبصيرة أسرف على نفسه في المعاصي ،نسأل الله العافية .