ما هي أخلاق الجاهلية التي أقرها الدين الإسلامي

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك مجموعة من الأخلاق التي كانت موجودة عند أهل الجاهلية والتي هي من الأخلاق الحميدة التي جاء الإسلام بتعزيزها ومدحها وتوجيهها في إطارها الصحيح ، ومن الخطأ أن نسميها اخلاق الجاهلية ، فهي لا تنسب ولا تضاف إلى الجاهلية لأن الجاهلية لفظ ذم وليس مدح .

ومن هذه الأخلاق :

1. الكرم وإضافة الضيوف وإكرامهم :

فقد كان أهل الجاهلية يمتدحون بالنفقة و الكرم وبذل أموالهم للضيوف وإكرام الناس وذبح كرائم أموالهم في سبيل ذلك ،كما كان من شأن حاتم الطائي وعبد الله بن جدعان وعبد المطلب جد النبي علليه السلام وأهل السقاية والرفادة فيهم .

والإسلام جاء بالأمر بالكرم وبذل الأموال وإكرام الضيوف والنصوص في ذلك كثيرة معلومة منها (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ..) ، لكن الإسلام نبه اهله أن تكون نيتهم لله تعالى خالصة وليست مراءاة وابتغاء السمعة والجاه .

2. الشجاعة والإقدام في الحرب :


فمن المعلوم أن العرب في الجاهلية كانوا أهل حرب وغزو وكانوا يمتدحون بالشجاعة والإقدام في الحروب والقتال ،ويذمون الجبان ،حتى وأد بعضهم بناتهم لأنهن لا يصلحن للغزو ! وقصص عنترة وأخباره وأشعاره أشهر من أن تذكر .

والإسلام جاء بالحض على الشجاعة والإقدام والتضحية وذم الجبناء المخذولين المتخلفين عن الجهاد والقتال المتعلقين بالدنيا ، ولكنه وجه هذه الشجاعة لتكون في سبيل كلمة الله ونصرة دينه لا حمية او عصبية لقبيلة أو أرض .

3. رفض الظلم والانتصار للمظلوم :


فقد كان العرب بطبيعتهم يرفضون الذل أو التبعية أو الظلم ويحرصون على الانتصار من الظالم ونصرة المظلوم ، وهذه من أخلاق الإسلام ولا شك .

لذلك لما وقع ظلم على رجل في مكة واستجار بأهلها فاجتمع بعض أشراف مكة وتعاهدوا ألا يظلم أحد في مكة إلا سعوا معه لأخذ حقه وسموا تعاهدهم هذا "حلف المطيبيين " ذكر النبي عليه السلام هذا الحلف بعد نبوته وأنه كان فيه وقال "لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت ".

ولما رفضت قبيلة آل شبيان من العرب تسليم بنات النعمان بن المنذر للفرس وقاتلوا الفرس في سبيل ذلك وانتصروا عليهم في معركة ذي قار فكان هذا مما ممدحوا عليه .

4. الغيرة على العرض والحرص على صونه .

فقد كان في شعر عنترة : 

وأغض طرفي ما بدت لي جارتي     حتى يواري جارتي مأواها .

وهذا خلق ممدوح ولا شك وزاده الإسلام تعزيزاً فحث على غض البصر وأمر بالحجاب ونهى عن الاختلاط .

والله أعلم