لقد ذكر الله تعالى الصبر في القرآن بعدد سور القرآن وهو ( 114 ) مرة . ومن بعض آيات الصب
- قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ سورة الأحقاف 35
-وقوله تعالى : ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ سورة النحل 127
- وقوله تعالى : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ سورة طه 130
-وقوله تعالى : ( اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ سورة ص8
- ومن أجمل الشواهد التي تدل على الدعوة إلى الصبر حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - الذي يقول فيه : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ) أخرجه البخاري .
- ومن المواقف الرائعة لصبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى في سبيل الدعوة موقفه من أهل الطائف عندما ذهب يدعوهم إلى الإسلام فقابلوا ذلك بأن جعلوا صبيانهميرمونه بالحجارة حتى سال دمه الشريف :
- فعن عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل - عليه الصلاة والسلام - فناداني، فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) أخرجه البخاري .
- وهذا يعطينا درساً أنه يجب علينا أولاً الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ هذا الدين بشتى الطرق والوسائل المتاحة، لا نبتغي الأجر من الناس ، مقتدين بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، صابرين على ما نجد من أذى نفسي أو حتى جسدي في سبيل هذا الدين ، حتى ننال رحمة الله تعالى ورضاه وجنته .