ما هي أجمل المواقف من حياة السلف الصالح التي تدل على اتصافهم بالحلم والتواضع

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
- خلق الحلم والتواضع : من الأخلاق التي حث عليها الإسلام كنا ورد في الحديث ( ما تواضع عبد لله إلا رفعه ) وقد وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم أذلة لبعضهم واعزة على الكافرين
والتواضع يورث المحبة بين أفراد المجتمع المسلم وتآلفهم .
يقول الإمام الشافعي رحمه الله ( ما تعلمت علما جديدا الا استزدت تواضعا)
وقد ذم الإسلام صفة التكبر والمتكبرين !!
- وهناك كثير من الأحاديث والقصص والروايات عن السلف الصالح في حلمهم وتواضعهم منها :
1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا في غزوة بدر كل ثلاثة منا على بعير، كان علي وأبو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان عقبة النبي صلى الله عليه وسلم قالا: اركب يا رسول الله حتى نمشي عنك فيقول: ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما ) أخرجه أحمد وصححه الألباني .

2- ودخل على عمر بن عبد العزيز واحد من أقربائه، فهاله ما رأى، فقد رأى عمرَ لائذاً بركن الشمس عن داره، متدثراً بإزار، فحسبه مريضاً، فسأله: "ما الخطب يا أمير المؤمنين؟!"، فقال: "لا شيء، إني أنتظر ثيابي حتى تجفّ". فعاد يقول له: "وما ثيابك يا أمير المؤمنين؟!"، قال عمر: "قميص ورداء وإزار"، فقال له: "ألا تتخذ قميصاً آخر ورداء، أو إزاراً؟"، قال: "قد كان لي ذلك، ثم تمزقت"، فقال له: "ألا تتخذ سواها؟"، فأطرق عمر رأسه، ثم أجهش بالبكاء، وجعل يردد قوله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} (القصص:83). 

3- وعن الإمام المروزي قال: "لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد بن حنبل، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس في مجلسه بعد صلاة العصر للفتيا، لا يتكلم حتى يُسأل، وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدّر، بل يقعد حيث انتهى به مجلسه". 

 
4- وكان الأحنف بن قيس من أحلم العرب ، وعن سؤال الأحنف: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، رأيته يومًا قاعدًا بفناء داره جالسًا ومعه سيفه، يحدث قومه إذ أتي برجل مكتوف، وآخر مقتول.
فقيل له: هذا ابن أخيك قتل ابنك، قال: فو الله ما تحرك من مجلسه، ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه، فقال: يا بن أخي: بئس ما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك، وحل كتاف ابن عمك، وسق إلى أمك مائة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة.

5-  أغلظ رجل للأحنف بن قيس فى الكلام -وكان رحمه الله قد اشتهر بحلمه- فقال الرجل: "والله يا أحنف! لئن قلت لي واحدة لتسمعنّ بدلها عشراً". فقال له: "إنك إن قلت لي عشراً، لا تسمع مني واحدة".