ما هي أجمل القصص التي تروى عن التوبة وحسن الخاتمة؟

إجابتان
rate image أضف إجابة
حقل النص مطلوب.
يرجى الانتظار
إلغاء
profile image
د. محمد ابراهيم ابو مسامح ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية . 1617627599
أولاً: من أجمل القصص في التوبة وحسن الخاتمة هي قصة الرجل قتل (تسعة وتسعين نفساً) ثم قرر أن يتوب ويرجع إلى الله تعالى.
- والقصة يرويها الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة، فقال: لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة، فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، لا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فقيسوا أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا، فإذا هو أقرب من أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. قال قتادة: قال الحسن: ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره) أخرجه مسلم.

- ونستفيد من هذه القصة عدة دروس وعبر منها:
1- أن هذا كان في شريعة من قبلنا - وشريعة من قبلنا هو شرع لنا ما لم ينسخ أو يأتي حكم غيره - فشريعتنا لا تبيح القتل وليس هناك توبة بعد القتل ففي الحديث الصحيح: (لا يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) صحيح البخاري.
- وفي ذلك يقول تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [سورة النساء: 93]،
2- أن باب التوبة مفتوح لكل إنسان ما لم يشرك بالله تعالى.
3- إن فضل الله سبحانه وتعالى عظيم وكرمه ليس له حدود في قبول توبة التائب.
4- أن الجهل قد يقود صاحبه إلى هلاك نفسه كما حصل مع الرجل العابد الذي قال له ليس لك توبة.
5- أن هناك فرق كبير بين الجاهل والعالم فالجاهل خطره على نفسه وعلى غيره، والعالم نفعه لنفسه ولغيره.

ثانياً: قصة الصحابي الذي قتل نفسه في المعركة بسبب عدم تحمله الألم (فالأعمال بالخواتيم) - فعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال -يعني رجل من المسلمين عن هذا المقاتل الذي في جيش المسلمين-: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان؟ فقال رسول الله صلى الله علي وسلم: "أما إنه من أهل النار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أنا سوف ألازمه حتى آتي بالخبر ما هذا فخرج معه كل ما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به، فخرجت في طلبه ثم جرح جرحًا شديدًا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه يبن ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة "رواه البخاري ومسلم 
213 مشاهدة
share تأييد
profile image
د.محمد الطويل الفقه وأصوله . 1617741940
القصص والنماذج كثيرة ولكن من النماذج الغريبة والجميلة والمشرقة في التوبة وحسن الخاتمة هي قصة المرأة الغامدية التي زنت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والغامدية امرأة متزوجة في الأصل ولكنها في لحظة شهوة غوت فوقعت في كبيرة الزنا، ولكن سرعان ما درها إيمانها وقرعها داعي التوبة والندم على ما أذنبت في هذه اللحظة،

لم تستطع أن تسكت هذه الداعي المتردد في نفسها وقلبها،

حر الذنب أحرقها ومرارة المعصية وثقلها أقضت مضجعها

لا تستطيع النوم ولا الراحة كيف وقد فعلت ما فعلت، فلم تملك نفسها حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي وتقول "يا رسول الله أصبت حداً فأقمه عليّ"!

تتعترف بلسانها بجرمها ومعصيتها وتطلب تطهير نفسها من هذا الذنب، وهي تعلم أن التطهير عن طريق إقامة الحد عليها وهي محصنة وحدها الرجم بالحجارة حتى الموت!

ومع ذلك تجدها تقف في ثبات طالبة بلسانها إقامة الحد عليها.

حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم معها أن تستر نفسها وتكتفي بالتوبة فيا بينها وبين ربها فقال لها (ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه).

رسول الله يريد لها أن تتوب ولا تفضح نفسها فليس من شرط التوبة إقامة الحد،

وما دامت المعصية كانت في الخفاء فالستر أحب إلى الله،

لكن من كان حرارة الذنب كانت في قلب هذه المؤمنة أعظم من ذلك!

فتجيب قائلة: لعلك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني حبلى من الزنا!

نعم هكذا بكل صراحة ووضوح وجلاء تقيم البينة على نفسها وتظهر الدليل على معصيتها، فلا يبقى أمام رسول الله إلا إقامة الحد عليها بعد أن عرض لها بالتوبة فأصرت على الحد،

لكنها حبلى من الزنا وما ذنب جنينها أن يموت معها،

فيأمرها رسول الله أن تذهب وترجع عندما تضع ولدها.

غابت شهوراً.. أتراها لو لم ترجع لكان رسول الله بحث عنها وشهر بها وأمر بجلبها؟

كلا بل لكان اكتفى بما حصل وأوكلها إلى إيمانها وتوبتها مع ربها،

ولكنها بعد شهور حملها وضعت ولدها ثم سارعت به إلى رسول الله تذكره الوعد لها "يا رسول الله قد وضعت فطهرني"!

جاء في بعض الروايات أن الرسول أمرها أن ترجع فترضع ولدها حتى تفطمه ويستغني عنها فترجع كأنها خسرت جائزة كانت تنتظرها،

لترضع ولدها حولين تسابق الشهور وهي ملتهفة إلى تلك اللحظة التي تفوز بها بالتطهير!

تخيل معي أي توبة حملتها هذه المرأة لتبقى حرارة المعصية في قلبها سنتين ونصف لا يطفئها شيء،

ولا تزداد مع مرور الأيام إلا رغبة في تلك اللحظة التي يزول فيه عن كاهلها ثقل تلك اللحظة التي غفلت فيها فعصت،

وإن كان ذلك برجمها وفيه موتها!

ترجع بعد سنتين ومع الولد كسرة خبز لتقول قد فطمته فطهرني!

فيعطي رسول الله الطفل لأحد المسلمين ليكون في كفالته،

ويا له من موقف رهيب عظيم،

كيف تترك ولدها الذي حملته وأرضعته وتقدم على تلك اللحظة التي فيها مفارقة روحها!

ولكن حلاوة في التوبة في قلبها تفوقت على كل تلك العواطف والمشاعر.

يأمر النبي بشد ثيابها عليها ثم ترجم بالحجارة حتى تموت،

ثم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بها فتكفن ثم يصلي عليها.

يقول له عمر رضي الله عنه: أتصلي عليها يا نبي الله وقد زنت؟

فقال عليه الصلاة والسلام: لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من جادت بنفسها لله تعالى!

فيا لها من توبة عظيمة وخاتمة حسنة بشهادة خير هذه البرية عليه الصلاة والسلام. 
210 مشاهدة
share تأييد