ورد في حفظ القرآن الكريم وقراءته مجموعة من الأحاديث منها :
1. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) (راوه الترمذي وأبو داود)
وهذا الحديث قال بعض العلماء أنه خاص بمن حفظ القرآن وليس من قرأه من المصحف مباشرة .
2. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) (رواه أحمد وابن ماجه).
وحافظ القرآن هو من أهل القرآن ولا شك فهو داخل في هذا الحديث دخولاً أولياً .
3. عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله قال: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط) (رواه أبو داود وحسنه الألباني).
وحافظ القرآن هو حامل للقرآن ، فمن فضيلته أن من إجلال الله إجلال حافظ القرآن .
4. عن أبى هريرة – رضي الله عنه -: عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:(يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيقال: اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنة) (رواه أبو داود والترمذي) .
فحافظ القرآن هو صاحب القرآن ، فمن فضيلته هذه التحلية بالتاج والكرامة يوم القيامة
5. عن عثمان – رضي الله عنه -: عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) (رواه البخاري).
فحافظ القرآن داخل في هذه الخيرية دحولاً أولياً .
6. عن عائشة رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران) (رواه البخاري وأحمد) .
فحافظ القرأن ينال هذه المنزلة الرفيعة بكونه مع السفرة الكرام البررة يعني مع الملائكة المقدمين
7 عن ابن عمر – رضى الله عنهما – قال: قال رسول – الله صلى الله عليه وسلم -:(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) (متفق عليه )
فهذه شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من آتاه الله القرآن فهي نعمة يستحق أن يغبط عليها يعني يتمنى غيره مثلها مع بقائها عند صاحبها- وهذا معنى الحسد في الحديث - .
ولكن أنبهك على أمر وهو أن كل هذه المنزلة وهذه الدرجات والفضائل ليست لمن حفظ القرآن واكتفى بذلك وإنما لمن جمع مع الحفظ الفهم والتدبر والعمل ، فينبغي أن يكون اهتمامك بالعمل أهم من اهتمامك بالحفظ ، وقد جاء في الحديث القرآن ( حجة لك أو عليك ) ، فمن جمع مع الحفظ العمل كان القرآن حجة له ، ومن حفظ القرآن ولم يعمل به كان القرآن حجة عليه .
والله أعلم