قال تعالى:{كلّا بل رانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون* كلّا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}. فالذنوب والمعاصي إن لم يسارع الإنسان بالتوبة منها تتراكم مع الأيام على القلب وتحجبه عن نور الله حتى لا يعود صاحبه يشعر بحلاوة الإيمان والأنس بالله بل يصبح مطرودا من حضرة الله ويعيش بعيدا عن رحاب الله فتُمحق البركة من عمره ورزقه ويفقد نور وجهه لأن ظلمة قلبه تنعكس على وجهه ويصبح ممقوتا حتى من أقرب الناس إليه لأنه كما ان الطاعات تجعل الإنسان محبوبا عند ربه ومحبوبا عند خلقه فإن المعاصي تجعله مبغوضا سواء في الملأ الأعلى او في هذا العالم الأرضي. لذلك تجد العصاة تنفر منهم قلوب الخلق بالفطرة بينما تجد أولياء الله المداومين ليل نهار على طاعة الله تميل إليهم القلوب بالمحبة لكونهم محبوبين عند الله.
كما ان الذنوب والمعاصي تحرم الإنسان من الحياة الطيبة ومن السلام والسكينة والطمأنينة وتؤدي إلى عدم التوفيق والخذلان في أمور الحياة فلا حياة تحلو وتطيب إلا في رحاب الله وفي رياض الأنس بالله.