ما هو وجه الإعجاز العلمي في الحديث الشريف (إن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً)؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
في البداية هذا الحديث ضعيف الإسناد ورواته مجهولين، وقد اتفق علماء الحديث على تضعيفه ولا يصح الاحتجاج به، ولا بيان أوجه الإعجاز فيه. هذا ما قاله عبد الله بن عمر رضي الله عنه كما ضعفه الإمام الألباني رحمه الله.

-ولا يعني أنه ضعيف الإسناد أن لا نأخذ به في باب البحث العلمي وليس الديني، لأن العلم مؤخراً قد اكتشف وجود نار ملتهبة في أعمق البحار! فجميع البحار والمحيطات في العالم يوجد في قاعها شقوق تتدفق من خلالها الحمم المنصهرة. شبكة الصدوع والشقوق هذه تمتد لآلاف الكيلومترات ويتدفق من خلالها ملايين الأطنان من السوائل المنصهرة الموجودة تحت الغلاف الصخري للأرض.

- وحرارة هذه المواد المنصهرة عالية جداً إذ تبلغ أكثر من ألف درجة مئوية. وهذه الصدوع تعاني من تدفق مستمر على مدار الساعة مما يؤدي إلى تراكم المواد المنصهرة وتبردها في ماء البحر حتى تتشكل الجزر البركانية. وقد تم اكتشاف سلاسل من الجبال البركانية في عرض البحر تمتد لعشرات الألوف من الكيلومترات، والتي تشكلت نتيجة اندفاع الحمم الملتهبة من قاع هذه البحار.

- والشيء المذهب أن هذه الحمم والتي تنطلق من الطبقة الثالثة للأرض (فيما يسمى بنطاق الضعف الأرضي) تحتوي في تركيبتها على الماء.

- وعليه:
فالطبقة الأرضية التي تحت البحر وتحت هذه النار تحتوي ماءً. ويمكن القول بأن الحقيقة العلمية الثابتة واليقينية هي وجود نار تحت أي بحر في العالم، وتحت هذه النار هنالك ماء يقدر بأضعاف ما يوجد في البحار!! وهو ما حدثنا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: (إن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً) [رواه أبو داود].

- ومن المعروف علمياً وواقعياً وتجريبياً أن البحر والنار هما شيئان متضادان ولا يجتمعان أبداً، وهذا الفهم موجود عند العرب منذ القديم. وعن قول الرسول الرحيم عليه الصلاة والسلام أن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً هو دليل على اجتماع الماء والنار دون أن يطفئ أحدهما الآخر، وهذا ما ثبت علمياً.

- ولقد حدثني زميل لي كان في منطقة أيسلندا فيقول: كنا نرى البركان والحمم البركانية والنار الملتهبة تخرج من وسط البحر!!! نراها رأي العين أمامنا، لأن تلك المنطقة يكثر فيها البراكين وبنفس الوقت يكثر فيها الثلج، فسبحان الخالق الذي أخرج من الماء ناراً ملتهبة، ولعلها حكمة الله تعالى أن يكون هناك توازن بين كثرة البراكين وكثرة الثلوج حتى لا يحصل خلل في العيش في تلك المنطقة.

-ولا يعني الحديث أن في ركوب البحر محظور شرعي.

- بل ذهب أكثر أهل العلم إلى جواز ركوب البحر في طلب الحلال إذا تعذر البر، وركب البحر في حيث يغلب عليه فيه السكون وفي كل ما أباحه الله... إلا أنهم يكرهون ركوبه في الاستغفار من طلب الدنيا والاستكثار من جمع المال.

- فقال الله سبحانه وتعالى: (هو الذي يسيركم في البر والبحر) [سورة يونس: 22].

-وقال سبحانه وتعالى: (والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس) [سورة البقرة: 164].

- نستنتج من الآيات السابقة أن الإسلام قد أباح لنا ركوب البحر ويسره لنا كذلك نأكل مما فيه ونركب السفن للجهاد أو للسفر أو للصيد أو للتجارة، طبعاً هذا في حالة أن يكون البحر هادئاً.

- أما في حالة كان البحر هائجاً حال الركوب، أو غلب على ظن أهل الخبرة هيجانه أثناء الإبحار، حرم ركوبه لما فيه من التغرير بالنفس، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من بات فوق إجَّار أو فوق بيت ليس حوله شيء يرد رجله فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر بعدما يرتج فقد برئت منه الذمة" رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً وكلاهما رجاله رجال الصحيح.