مقام التوكل هو إحدى مقامات السير والسلوك في الطريق إلى الله وفي مقام التوكل ينبغي على السالك أن يتوكل بالكلية على الله وأن يُسقط الأسباب ولا يرى إلا مُسبب الأسباب ويتحرر من العلائق بحيث لا يتعلق إلا بالخالق ويتجرّد من الدنيا ويتجِّه بقلبه إلى المولى جلَّ وعلا. وخلال سيره وسلوكه يمر المريد السالك في إمتحانات كثيرة هي تدريبات على التوكل حتى يقوى يقينه ويزداد تعلقه بالله وحده. وشيئا فشيئا يترقى إلى ان يصل إلى التحقق بمقام التوكل على الحق فيطوي الخلق ولا يرى إلا حضرة الحق. يقول تعالى:{ وتوكَّل على الله وكفى بالله وكيلا}. وقد اتخذ الله تعالى إبراهيم عليه السلام خليلا حين توكل بالكلية على الله ولم يركن إلى سواه فقد كان يطير في الهواء بعد أن قُذف في النار التي أعدها له النمرود وأثناء ذلك نزل عليه جبريل من السماء قال له يا نبي الله ألك حاجة؟ فقال له : أما إليك فلا. فقال: ألك حاجة إلى ربك أبلغها له؟ فرد خليل الرحمن عليه السلام: علمهُ بحالي يغنيه عن سؤالي" فكان سلوكه هذا قمة مقام التوكل على الله واليقين بالله.