تعريف الإسناد لغة :الإسناد في اللغة من أسند الشيء إذا أضافه إلى غيره .
فسلسلة رواة الحديث تسمى الإسناد : لأن كل راو منهم يسند الحديث ويضيفه إلى الراوي قبله الذي يروي عنه ، فكأنه جعل العهدة عليه ، حتى يصلوا إلى الصحابي الذي يسنده إلى رسول الله صلى عليه وسلم .
تعريف الحديث المسند في الاصطلاح :
أما الحديث المسند في اصطلاح أهل الحديث فقد عرفه ابن حجر رحمه الله بأنه:
"
مَرْفُوعُ صَحَابِيٍّ بِسَنَدٍ ظَاهِرُهُ الاتِّصَالُ".
وعلى هذا التعريف فالحديث المسند هو الذي جمع الشروط التالية :
1. ان يكون مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فيخرج بذلك الحديث الموقوف على الصحابي ولو كان له إسناد .
2. أن يكون هذا الرفع من الصحابي، فخرج بهذا الحديث المرسل الذي يسنده التابعي مباشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3. أن يكون هذا الإسناد وصل إلينا بسند ظاهره الاتصال ، فخرج بذلك ما كان ظاهره الانقطاع ، كما لو كان الحديث معضلاً أو معلقاً .
ولا يعني كون الحديث مسنداً أن يكون صحيحاً ، بل الحديث المسند قد يكون صحيحاً وقد يكون حسناً وقد يكون ضعيفاً وقد يكو موضوعاً .
لأنه لا يكفي وجود السند واتصال رجاله في الظاهر حتى يحكم بصحة الحديث،بل لا بد من شروط أخرى منها :
-اتصال رجال السند في الحقيقة ، فقد يكون أحد رجال السند عاصر الرواي قبله ولكنه لم يسمع منه ولم يرو عنه .
-عدالة الرواة وضبطهم: فقد يكون السند متصلأ ولكن أحد الرواة ضعيف الضبط أو مجروحاً في عدالته فيحكم بضعف الحديث .
- عدم الشذوذ أو العلة : وهذه العلل الخفية التي ينتبه إليها العلماء ،فقد يكون الراوي مدلساً أو سمع من الرواي قبله بعد اختلاطه وضعفه وغير ذلك من العلل التي يعرفها العلماء.
وبعضهم يطلق الحديث المسند على كل حديث وجد له إسناد بغض النظر كان مرسلاً أو موقوفاً أو مقطوعاً أو غير ذلك ، المهم أن يكون لها إسناد ، وهذا الإطلاق هو بالمعنى اللغوي في الحقيقة ، وبعضهم أدخل الموقوف في المسند إذا اتصل إسناده .
وعلى كل حال فهي مذاهب في الاصطلاح والمعتمد في علم الحديث عند أكثر العلماء هو التعريف الأول .
أمثلة الحديث المسند :
مثال الحديث المسند الصحيح :
قال الإمام البخاري : " حدثنا زهير بن حرب حدثنا ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده ".
مثال الحديث المسند الضعيف :
قال الإمام الترمذي: " حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المدني حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم المؤمن إلى إليه المصير
وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح"
فأحد رواة الحديث وهو " المليكي " ضعف العلماء حفظه لذلك حكموا بضعف هذا الحديث رغم أنه مسند متصل .
والله أعلم