لا شك بأن مصيره النار يصلاها يوم القيامة كما جاء ذلك بالنص القرآني الكريم في سورة المسد - قال الله سبحانه وتعالى -: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).
- وقد نزلت هذه السورة عندما سخر واستهزأ أبو لهب من النبي عليه الصلاة والسلام. وقد جاء فيها بأن الله تعالى ذمه وذم زوجته.
- فقد ورد عن ابن عباس، أنه قال: لما نـزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصَّفا ثم نادَى: " يا صَباحاهُ" فاجتمع الناس إليه، فبين رجل يجيء، وبين آخر يبعث رسوله، فقال: " يا بَنِي هاشِمٍ، يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي... يا بَنِي أرَأَيْتُكُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلا بِسَفْحِ هَذَا الجَبَلِ" -يريد تغير عليكم- صَدَّقْتُمُونِي؟" قالوا ": نعم، قال: " فإني نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا دعوتنا؟ فنـزلت: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ). رواه البخاري.
-وفي رواية: أنه قام ينفض يديه، وجعل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا!
- فنزلت سورة المسد تبيّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللصحابة الكرام - رضوان الله تعالى عليهم - أن أبا جهل هو من أهل النار وهو الوحيد الذي نزل القرآن يحدد اسمه أنه من أهل النار وهو حي يرزق - لعلم الله تعالى الأزلي بأن أبا لهب لأن يتوب ولن يؤمن بالله تعالى ولا برسوله صلى الله عليه وسلم.
- وبدأ أبو لهب منذ ذلك الحين للجهر بمعارضته وعدائه للنبي وأصحابه وقد أمر عشيرته بالتصدي لدين محمد صلى الله عليه وسلم حفاظا على عبادة الأصنام،
وأبو لهب: هو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم وهو عم النبي عليه الصلاة والسلام، وقد سماه أباه عبد المطلب بأبي لهب لجمال لإشراقة وجهه وحمرته ومحياه
- وقد كانت علاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث النبي علاقة العم بابن أخيه وما إن بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بتبليغ رسالته أصبحت مواقف أبي لهب مواقف عدائية تسودها الحقد والبغض للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقد شاركت معه زوجته المكناة بأم جميل وهي من سادات نساء قريش، فقد كانت عونا لزوجها أبو لهب على محاربة وإيذاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كانا من أكثر من عذبا أصحابه وتجاوزا عليه،
- وقد كانت زوجته تجلب القذرات والأشواك لتضعها في طريقه بهدف إدماء قدميه.
- وقد وقف أبو لهب وزجته واتباعه ضد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعصباً لآبائه وأجداده، وليحافظ على عبادة الأوثان والأصنام بدليل عند موت أبا طالب كان واقف عند رأسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له يا عماه قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال له زعماء قريش ومن بينهم أبو لهب أترغب عن ملة عبد المطلب، فقال على ملة عبد المطلب وفاضت روحه وأبَىَ أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمـ: أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك، فأنزل الله تعالى فيه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (سورة التوبة: 113)
- ووقف ضده رغم أنه عمه: لعلم الله تعالى الأزلي أن أبا لهب لن يؤمن، وبسبب ذلك نزل فيه قرآن يتلى أنه من أهل النار (سورة المسد) لم يؤمن رغم ذلك.
- وهذا فيه دلالة أن رابطة الدين أهم من رابطة النسب، وأن الولاء والبراء في الدين مقدم على العرق والنسب.