(Abstract Expressionism) أو كما تعرف باللغة العربية بالحركة التعبيرية التجريدية التي تعتبر احد مذاهب الرسم، بحيث تقوم على نظرية تنص بأن الألوان والخطوط يجب ان تستخدم بحرية وبأسلوب خالي من القيود لتستطيع التعبير بكل ثقة عن الوعي العاطفي المختزل بين ثنايا غموض وانحناءات وتعابير اللوحة.
يمتاز هذا الأسلوب بالقدرة على رسم النماذج والأشكال المجردة بعيداً عن الواقع، و التشابه مع المرئيات، وتمثيل قدرة الرسام على إظهار الملمس الخاص بالوحة، ولعل من أبرز الشخصيات التي لمع إسمها في هذا المجال هو (جاكسون بولوك).
من وجهة نظري أعتبر الرسام جاكسون بولوك من الرسامين المفضلين لدي بسبب أسلوبه الفريد و المميز و إستخدامه الطاقة الحسية ليترك إحدى أشكال العمل الفني الحركي من خلال لوحاته، و إعطاء الفرصة للمتلقي للوقوف أمام لوحاته يتنقل بين تفاصيلها ويبحث عن ذات الفنان بين طياتها.
ولعل رأيه عندما وصف فنه هو من أكثر الأشياء التي جذبتني لمتابعة أعماله حيث انه قال:
"عندما أرسم لا أكون واعياً لما أفعله أو لما يدور حولي، إنها مجرد مسألة وقت لأنتبه إلى ما أنتجته من فن، ليس لدي مخاوف من تعديل اللوحة بعد الانتهاء منها فاللوحة في رأيي تمتلك عمر خاص بها".
يؤكد بولوك من خلال كلماته بأن مطالبته برسم ما يرى متناقضة مع رسالته الأساسية من الرسم، و جسد وجهة نظره هذه من خلال لوحاته واتباعه للحركة التعبيرية التجريدية التي تعتمد بشكل كبير على ضربات الفرشاة بحركات عفوية، واعتمادها على الأفكار التلقائية بدون أي مجهود يذكر من قبل الفنان، لتحديد هدف او الدوافع الخفية، مما يسمح للمتلقي بالاحساس بمشاعر الفنان، و التركيز على أسلوبه الفردي.
لقد ترك (جاكسون بولوك) بصمة واضحة في عالم الفن التجريدي واستطاع كسر حواجز الخوف، و اتخذ من الجراءة و المخاطرة في تنفيذ أعماله الفنية باباً يمر منه نحو الابتكار والابداع، مما يجعله ملهماً و قدوةً يحتذى بها من قبل الفنانين المستقبليين لتمكينهم من تخطي الحواجز و إتباع مشاعرهم واحاسيسهم في الفن، بدلاً من اتباع القواعد المفروضة عليهم في الواقع.