ما هو علاج من يعيش في وسواس وترقب لزوال النعمة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 علاجه هو العلم !

بأن يعلم أسباب استجلاب النعم والمحافظة عليها ودوامها فيأتي بها ويعملها.

ويعلم أسباب زوال النعم واستجلاب النقم فيجتنبها ويبتعد عنها.

ويعلم مع ذلك أن الابتلاء سنة الدنيا فمهما ابتلاك الله بفقر أو غنى فعليك القيام بحق الله في مقامك فقراً أو غنى !

وأساس ذلك أن تعلم أن الملك في هذا الكون لله وحده فهو المتصرف المعطي المانع ، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ، فعلى العبد أن يطلب ذلك من الله ويخاف من الله فقط

والله سبحانه جعل لاستجلاب نعمه والمحافظة عليها أسباباً وجعل لزواله في المقابل أسباباً

فأساس استجلاب نعمته وفضله سبحانه :هو طاعة الله وعبادته والقيام بحقوقه وأداء الواجبات.

قال تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..)

والمحافظة على النعمة يكون بشكرها باطناً وظاهراً ، باطناً : بإقرار العبد بقلبه أنه أهل لكل عقوبة وحرمان وأن النعمة محض فضل الله ونعمته ورحمته، وظاهراً : بأداء حق الله فيها بالزكاة مثلاً وعدم التكبر على خلق الله فيها.

قال تعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم..).

وفي المقابل فإن أساس زوال النعمة هو المعصية والفجور وعدم شكر الله على النعمة وأداء حق الله فيها .

قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..)
وقال تعالى عن قصة سبأ وسبب تبديل نعمتهم حرماناً ( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) !

فعليك طاعة الله تعالى وحفظ حقوقه وأداء الزكاة وصلة الرحم وشكر الله على نعمه واستخدام النعم فيما يرضي الله وعدم التكبر على خلق الله والابتعاد عن معصيته سبحانه والتوبة والاستغفار ، فمجموع ذلك يحفظ الله عليك نعمته إن شاء الله .

ولكن عليك أيضاً أن توقن أنه لو ابتلاك الله بزوال نعمة في الدنيا فلا يصح لك الجزع والخوف واليأس ، بل عليك ان تحمد الله وتصبر وتستغفر من ذنوبك التي كانت سبباً في ابتلائك ، فيكون ذلك خيراً لك بل قد يكون الحرمان أحياناً أعظم من المنح ،والشدة أفضل الرخاء ، لأن الرخاء قد ينسيك النعمة والرب سبحانه ،بينما الشدة تلقيك على باب الرب وعتبته فتنال رضاه في الدنيا وجنته في الآخرة !

والله أعلم