ذم القرآن الكريم والسنة النببوية، لما له من آثار وعواقب وخيمة وضارة على الإنسان في حياته وبعد مماته عند الحساب. وقد ورد في القرآن أن الله يعسر على البخيل أسباب الخير والصلاح، ويمنع عنه الانتفاع بماله، وذلك في قول الله تعالى:" وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" سورة الليل / 8-11.
ومن عواقب البخل أذكر لك التالي:
1- يجعل الله للبخيل طوقاً حول عنقه، فكلما منع البخيل نفسه من العطاء إزداد الطوق ثقلاً حول عنقه، وذلك في قول الله تعالى: " وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" سورة آل عمران / 180.
2- من عواقبه أيضاً رشوخ النفاق في قلب البخيل إلى يوم القيامة إلا إذا تاب البخيل وتخلص من بخله، وذلك في قول الله تعالى: " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ" سورة التوبة / 75-77.
3- قدرة الله على استبدال البخلاء والاستغناء عنهم بقوم ينفقون لوجه الله عز وجل، فقد قال الله تعالى: " هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم" سورة محمد / 38.
4- وعد الله البخيل بعذاب أليم يوم القيامة وجزي وإذلال له، لأن ما عند البخيل هو رزق من عند الله والأولى أن ينفق هذا الرزق في سبيل الله، وقد قال الله عز وجل: " الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا" سورة النساء /37.
وقد ذم الرسول صلى الله عيه وسلم البخل والبخلاء، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على ذلك، فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح :" وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ ، فإنَّهُ دعا من كان قبلَكُمْ فَسَفَكُوا دِماءَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَقَطَّعُوا أَرْحامَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا حُرُماتِهم" ، والشح هو منع العطاء على النفس والآخرين، وهو أسوأ من البخل الذي يتوقف على منع العطاء عن الآخرين فقط.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، أن البخل أحد أسباب عدم دخول الجنة واستحقاق العذاب، وقال أن المؤمن لا يجتمع في قلبه بخل وسوء خلق، أي أن البخل ليس من صفات المؤمن الصادق، وكذلك تعوذ عليه الصلاة والسلام من البخل، وأوصى صحابته بالحذر من البخل والشح والطمع.
المصدر
طريق الإسلام :
ذم البخل في القرآن والسنة