ما هو شرح الحديث النبوي الشريف (ما عال من اقتصد) ومن هو راوي الحديث وما هي درجة صحته؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
روي هذا الحديث بعدة روايات وأسانيد بعضها حسنه بعض العلماء وبعضه ضعيف موضوع .

قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب شرحة منظومة الآداب :

"  مطلب : في الاقتصاد في الأمور .

وفي الحديث الشريف { ما عال مقتصد ولا يعيل } أي ما افتقر من لا يسرف في الإنفاق ولا يقتر .

قلت : والحديث رواه الإمام أحمد بإسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ { ما عال من اقتصد } .

وفي مسند الإمام أحمد بسند رواته ثقات عن أبي عسيب رضي الله عنه قال { خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر رحمه الله فدعاه فخرج إليه ، ثم مر بعمر رحمه الله فدعاه فخرج إليه ، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار ، فقال لصاحب [ ص: 541 ] الحائط أطعمنا ، فجاء بعذق فوضعه فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد فشرب فقال لتسألن عن هذا يوم القيامة . فأخذ عمر رحمه الله تعالى العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا رسول الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال نعم إلا من ثلاث : خرقة كف بها عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو جحر يتدخل فيه من الحر والقر } . ".

والكلام واضح في حسن الحديث برواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في مسند الإمام أحمد .

ومعنى الحديث أيضاً واضح بأن من ضبط مصاريفه ونفقاته فإنه يأمن في الغالب من الفقر وغوائله ، أو الإفلاس باللغة المعاصرة .

وهذا الحديث يلخص قاعدة اقتصادية عليها مدار كثير من أعمال الشركات والمؤسسات والدول اليوم وهو ما يسمى بسياسة ضبط النفقات ، فكثير من الشركات التي أفلست أو انهارت كان من أسباب انهيارها هو الإسراف في النفقات وعدم ضبطها وترشيدها .

وقد روي هذا الحديث بلفظ " ما خابَ منِ استخارَ، ولا نَدِم من استشارَ، ولا عالَ منِ اقتصَد" .
ولكنه ضعيف جداً وحكم بعض العلماء بوضعه .

والله أعلم