ما هو سر الرقم سبعة، ولماذا تتكرر كلمات القرآن بأعداد محددة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
السر الحقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن علماء التفسير اجتهدوا في ورود رقم سبعة في القرآن الكريم بما توفر لديهم من علم.

- أيضاً ولماذا تكرر كلمات القرآن بهذا الرقم بأعداد محددة؟ فهذا أيضاً من علوم الغيب التي لا يعلمها البشر. 

- ومن أنواع الإعجاز في القرآن الكريم الإعجاز العددي، ورقم (7) سبعة، وقد ورد في القرآن الكريم في عدة سور قرآنية:
 

أولاً: ورد رقم (7) حين يتحدث عن استواء الله تعالى على العرش في سبع سور هي: (الأعراف الآية (54) ويونس الآية (3) والرعد الآية (2) وطه الآية (5) والفرقان الآية (59) والسجدة الآية (4) والحديد الآية (4).

ثانياً: كما ورد رقم (7) في أثناء الحديث عن كتابة كلمات الله التي لا تنفد ولو استخدمت جميع أشجار الدنيا أقلاماً والبحر يمده من بعد نفاده سبعة أبحر حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (27) سورة لقمان. حيث وردت (سبعة أبحر) في هذه الآية.

ثالثاً: كما ورد رقم (7) يبين لنا أن عدد السماوات سبع وعدد الأرضين سبع حيث قال عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (12) سورة الطلاق. وفي هذه الآية وردت (سبع سماوات).

رابعاً: ومن دلالات وصور أعجاز رقم (7) إن عدد سور الحواميم في القرآن الكريم سبع وهي: (غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف).


خامسا: عندما أهلك الله قوم عاد، أرسل إليهم ريحاً سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}. سورة الحاقة الآيتين (6 - 7) وفي الآية الثانية وردت (سبع ليال).

سادساً: أن الصدقة عند الله تعالى تتضاعف إلى سبعمائة ضعف كالحبة التي تنبت سبعة سنابل حيث قال الله عز من قائل: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة. وفي هذه الآية وردت (سبعة سنابل).

سابعاً: الحاج المتمتع بالعمرة إلى الحج هدياً إن لم يجد أن يهدي فإن عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى بلده وأهله ويلحق به القارن بالقياس حيث قال الله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} سورة البقرة آية 196 وفي هذه الآية وردت (وسبعة إذا رجعتم).

ثامنا: هناك بعض الأقوال قد أشارت إلى أن عدد أصحاب الكهف هم سبعة حيث قال الله سبحانه وتعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} سورة الكهف آية 22 وهنا ورد في هذه الآية الرقم سبعة (ويقولون سبعة).

تاسعا: فسر سيدنا يوسف عليه السلام رؤيا الملك بسبع سنين خصبة وسبع سنين مجدبة وعام يغاث فيه الناس حيث قال الله عز من قائل: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بعد ذلك سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي من بعد ذلك عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} سورة يوسف الآيات (47، 48، 49). وفي الآيتين الأولى والثانية وردت (سبع سنين وسبع شداد).

عاشرا: رأى ملك مصر رؤيا له قد شملت سبع بقرات سمان وسبع عجاف وسبع سنبلات خضر ويابسات حيث قال سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} سورة يوسف آية 43، ففي هذه الآية الكريمة ورد الرقم سبعة (سبع بقرات وسبع عجاف وسبع سنبلات).

الحادي عشر: ورد في القرآن الكريم بأن عدد أبواب جهنم سبعة لقوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} سورة الحجر الآيتين (43 - 44)

الثاني عشر
: كما ورد أن من أسماء سورة الفاتحة هي السبع المثاني حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (87) سورة الحجر. وفي هذه الآية وردت (سبعا من المثاني).


 وقد تعرض ابن القيم رحمه الله في كتابه "زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/90) للعدد سبعة عند كلامه على حديث الصحيحين

(من تصبح بسبع تمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) فقال: وأما خاصية السبع فإنها وقعت قَدَراً وشرعاً، 
فخلق الله عز وجل السموات سبعا، والأرضين سبعا، والأيام سبعا، 
والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار، وشرع الله لعباده الطواف سبعا، والسعي بين الصفا والمروة سبعا، ورمي الجمار سبع سبعا، وتكبيرات العيدين سبعا في الأولى، 

وقال صلى الله عليه وسلم: (مروهم بالصلاة لسبع) وإذا صار للغلام سبعُ سنين خُيِّر بين أبويه في رواية، وفي رواية أخرى: أبوه أحق به من أمه وفي ثالثة: أمه أحق به، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه أن يصب عليه من سبع قرب، وسخَّر الله الريح على قوم عاد سبع ليال، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على قومه بسبع كسبع يوسف، -أي سبع سنوات من الجدب - ومَثَّل الله سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والسنابل التي رآها صاحب يوسف سبعا، والسنين التي زرعوها سبعا، وتضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعين ألفا.
ثم عَلَّق ابن القيم قائلا: فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره، والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه، فإن العدد شفع ووتر، والشفع أول وثان، والوتر كذلك، فهذه أربع مراتب، شفع أول وثان، ووتر أول وثان، ولا تجتمع هذه المراتب في أقل من سبعة، وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة، ثم قال: والله تعالى أعلم بحكمته وشرعه وقَدَره في تخصيص هذا العدد هل هو لهذا المعنى أو لغيره" 

والله تعالى أعلم.