ما هو سبب حب العزلة والجلوس في مكان هادئ خالي من الأشخاص حيث تتحسن نفسيتي بمجرد الانعزال عن أهلي خصوصاً، رغم أني شخص اجتماعي وودود إلا أني لا أحب الجلوس والتفاعل مع عائلتي ما الحل؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم نفس
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قد يكون السبب في هذا الأمر مرتبط بما لديك من سمات شخصية (الانطوائية) أو قد يكون سببه عوامل بيئة (عوامل أسرية):

الانطوائية: وهنا قد تكون من الأشخاص الذين يلجأون للعزلة لأنك ترى في التركيز على النفس والذات والمشاعر الشخصية سبب في الشعور بالأمن والسلام النفسي، وبالتالي تكون شخص لا يعتمد على الآخرين (الأهل) كمصدر للأمن فتنعزل عنهم، ومن أهم صفات الشخص الانطوائي أنه قادر على أن يكون ودود مع الآخرين وقادر على امتلاك المهارات الاجتماعية إلا أن العلاقات محدودة وغير متشعبة بدرجات كبيرة ويفضل الانعزال على التواجد ضمن محيط مكتظ، فالشخص الانطوائي غير قادر على البقاء لفترات طويلة ضمن جماعات كبيرة.

العوامل البيئية (عوامل اسري): وهنا قد يكون لك بعض المشاحنات مع الأهل إما لطبيعة المرحلة العمرية وخاص إن كنت في مرحلة المراهقة، حيث أن هذه المرحلة بحاجة لوجود الخصوصية والانعزال للبحث في النفس وفهم الذات، أو لعدم وجود طرق للتواصل الفعال ما بينك وبين الأهل، أو لوجود المشاحنات ما بين الأم والأب التي تجعل التواجد معهم ضمن محيط واحد سبب للشعور بالضيق والألم.

ويمكن التعامل مع هذه الحالة وحلها عن طريق التعامل مع الأسباب:

أولا: في حال كانت الحالة صادرة عن السمة الشخصية (الانطوائية) يمكن العمل على تطوير مهارات شخصية جديدة تتعلق بالأفكار الشخصية والتخلص من بعض المفاهيم خاصة التي لها دور كبير في الانعزال من مثل أفكار (الشعور بالسعادة والأمن والراحة فقط وأنت في العزلة)، وهنا لا بد من النظر في المحيط والعمل على ممارسة الواقعية والنظر إلى أن الحياة فيها مصادر للسعادة والأمن النفسي وتغير المزاج غير العزلة، والنظر لسلبيات العزلة وما فيها من أثر سلبي مما يساعد على تغيير الأفكار والمعتقدات الشخصية المتحكمة في السلوك الانطوائي، ومن أهم المهارات التي لا بد من تطويرها تقبل التنوع والاختلاف والتكيف والتأقلم وتطوير مهارة التفاعل ضمن الفعاليات المختلفة.

ثانيًا: في حال وجود عامل بيئي أسرى لا بد من العمل على إعادة بناء العلاقة مع الأهل لتقوم على أساس الصداقة والحب والتسامح، خاصة في مرحلة المراهقة، وفي حال كنت قد تجاوزت مرحلة المراهقة لا بد من إعادة تنظيم الوقت اليومي بحيث تعطي نفسك الوقت الكافي للجلوس بهدوء والتخلص من ضجيج اليوم مقابل الجلوس مع الأهل ضمن علاقة فيها المحبة والثقة والصداقة.

كما لا بد من محاولة إيجاد طرق تواصل جديدة بينك وبين الأهل حتى يكون التواجد معهم سبب في الشعور بالسعادة والراحة والحصول على الدعم النفسي والمعنوي وبالتالي تغيير المزاج، مما يقلل من نسبة الانعزال.

وفي حال وجود مشاحنات ما بين الأم والأب يمكن بدء العمل على فصل ما لديك من مشاعر شخصية ناتجة عن المشاحنات عن علاقتك ومشاعرك الحقيقية مع الأم والأب والاهل بشكل عام وهنا أظهر الحب مقابل المشاعر السلبية وحاول أن تنظم مشاعرك وردود الأفعال الصادرة عنها ولا تنقاد وراء الانعزال حاول أن تجبر نفسك على مشاركة الأهل أوقات التجمع المختلفة مرة تلو الأخرى ستجد نفسك كونت عادة جديدة مع الأهل تخلصك من المشكلة الحالية.