ما هو سبب توقف الفتوحات الإسلامية بشكل كامل في زماننا وهل تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك

2 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 السبب ليس في توقف الجهاد في سبيل الله تعالى، فالجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة من أصل الإيمان: الكف عمن قال لا إله إلا الله، ولا تكفره بذنب، ولا تخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار». أخرجه أبو داود في سننه.

-
عن جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه: أن رجالاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لبعض أن الهجرة قد انقطعت، واختلفوا في ذلك قال: فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن أناساً يقولون إن الهجرة قد انقطعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنقطع الهجرة ما دام الجهاد». رواه أحمد

- وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ترك الأمة للجهاد والفتوحات الإسلامية وبيّن أن أسباب ذلك تعود إلى ما يلي :
أولاً:
عدم البركة في تعداد الأمة رغم أنهم كثير وعددهم يفوق غثاء السيل!!

ثانياً:
عدم خوف الأعداء من هذه الأمة.

ثالثاً: الخوف والرعب من الأعداء.

رابعاً: حب الدنيا وكراهية الموت.

خامساً: شيوع الربا والتعامل ببيع العينة وهو: أن يبيع السلعة بثمن مؤجل، ثم يشتريها مجددا نقدا بثمن أقل، فتكون الصورة النهائية حصول النقد للمشتري، وسوف يسدده بأكثر منه بعد مدة، فكأنَّه قرضٌ في صورة بيع.

سادساً: الرضى بالزرع والتجارة واللهو والإنشغال بالدنيا.

سابعاً: شيوع الظلم والفساد المستشري في المجتمعات العربية والإسلامية.

- ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة - يعني الربا- وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) (رواه أبو داود)

 -قال الإمام الشوكاني، في كتابه نيل الأوطار: "وسبب هذا الذل أنهم لما تركوا الجهاد في سبيل الله، الذي فيه عزّ الإسلام وإظهاره على كل دين؛ عاملهم الله بنقيضه، وهو إنزال الذِّلة، فصاروا يمشون خلف أذناب البقر، بعد أن كانوا يركبون على ظهور الخيل التي هي أعزّ مكان..
 
-
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت)
(رواه أبو داود وأحمد وحسن العلماء إسناده)

- فمن خلال النصوص الشرعية السابقة يتبين لنا أن الجهاد والفتح الإسلامي ماضٍ إلى يوم القيامة، وعدم وجود فتوحات إسلامية حاليا لا يعني توقف الجهاد في سبيل الله تعالى.
- وعليه: فإذا زالت أسباب توقف الفتوحات الإسلامية السابقة فسوف تعود الفتوحات مجددا، ولن تعود إلا إذا عاد المسلمون إلى دينهم تحت راية واحدة، أما في ظل التمزق والتشرذم والإختلافات والفرقة التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم فلن يكون هناك فتح إسلامي جديد.

- وقد رتب الله تعالى عقوبة الذل والمهانة والاستبدال على الأمة التي تترك الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى: {إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة التوبة: 39].
 

profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٦ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
السبب الرئيس في ذلك هو ابتعاد المسلمين عن دينهم وتشتتهم وتفرقهم وعدم وجود كلمة واحدة تجمعهم، وقد أخبر النبي عن حصول هذا في آخر الزمان كما نعيشه واقعاً اليوم!

فمن الأحاديث التي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام فيها عن حصول هذا الأمر:

عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت) 
(رواه أبو داود وأحمد وحسن العلماء إسناده)

فهذا الحديث يعد علامة من علامات نبوته عليه الصلاة والسلام وآية على صدقه فهو كأنه يعيش بيننا ليخبر عن حالنا اليوم!

فأمم الكفر يدعو بعضها بعضاً إلى قتال المسلمين وحربهم وتفتيتهم واحتلال بلادهم ونهب خيراتهم، ولا يجمعهم سوى عداؤهم للمسلمين، وفي المقابل فإن عدد المسلمين الكبير الذي يفوق المليار وربع لم ينفع أمة الإسلام في شيء، بل حالنا كما أخبر النبي غثاء يعني زبد كزبد السيل لا فائدة فيه ولا منفعة، فلا يحسب الكفار لهذا العدد حساب بل نزع الله مهابة المسلمين من قلوبهم.

وفي آخر الحديث يخبر النبي عليه السلام عن سبب هذا الداء الذي حل بنا وهو ( حب الدنيا وكراهية الموت).

فإن المسلمين اليوم لما تعلقوا بالدنيا وزخرفها وصارت هي غاية علمهم ومبلغ رشدهم وانصرفوا عن التمسك بدينهم حقيقة، فقدوا مصدر عزتهم الذي هو الإسلام فنحن كما قال عمر رضي الله قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابغينا العزة بغيره أذلنا الله.

وهذه الحقيقة يؤكدها حديث آخر وهو قوله عليه السلام (إذا تبايعتم بالعينة - يعني الربا- وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) ( رواه أبو داود)

فلو أن المسلمين عادوا إلى دينهم وتمسكوا بمصدر عزتهم وتوكلوا على ربهم لعادت لهم عزتهم.

وفي المقابل فإنهم كلما انهمكوا في الدنيا وطلبوا العزة بتقليد الغرب والشرق والتسول على أبوابهم فإنهم لن يزدادوا إلا ذلاً على ذلهم.

والله أعلم