نزوى الولاية العُمانية المعروفة ، تقع في محافظة الداخلة وهي من أقدم المدن العُمانية حيث قُدر عمرها بأكثر من 24 قرن . و كانت عاصمةً لسلطنة عُمان قديماً لفترة من الزمن ، حيث أنها تتميز بموقع جغرافي حصين إذ أنها تقع أسفل سفوح الجبل الأخضر الذي يعُد من الجبال الأكثر تحصناً . وهي أيضاً نقطة اتصال بين محافظات مسقط و الوسطى و الظاهرة و جنوب الباطنة. وهي مدينة ذات إرث حضاري و تاريخي مهم ، حيث اشتهرت بالصناعات الحرفية التي تنقل موروثها العريق لكل من يزورها . و تبوأت نزوى مكانة دينية و فكرية و أدبية رفيعة منذ الأزل و لا تزال كذلك . حيث يؤكد مؤرخين أنها دخلت الإسلام قبل أن تتحول القبلة من القدس إلى مكة المكرمة . و عرفت ببيضة الإسلام ، بسبب العدد الكبير و الكوكبة المشرفة التي خرجتها هذه المدينة من العلماء و الأئمة و القضاة . و البيضة قديماً اسم يطلق على المكان الذي يكثر فيه العلم و العلماء . و هذا ما كانت عليه هذه المدينة حيث أنها منارة العلوم في عصرها . و اشتهرت فيها مدرستان خرجتا العديد من العلماء وهما المدرسة النزوانية و سميت بذلك نسبة إلى نزوى و المدرسة الرستاقية نسبة إلى الرستاق . و من أشهر العلماء الإسلاميين الذين تخرجوا منها كان الشيخ أحمد بن عبد الله بن موسى الكندي وهو مؤلف ( المصنف ) و غيره أيضاً من الأعلام الكثيرين الذين خلفوا لنا مؤلفات و أعمال لا تزال موجودة إلى الآن . و استحقت هذه المدينة الجميلة بتاريخها و علمائها أن تكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2015 و هو اللقب الذي نالته بجدارة لعراقتها و أصالة علومها و تراثها .