أولاً: يعتقد المذهب الشيعي أن القرآن ليس حجة في نفسه :
- فعن منصور بن حازم أنه قال لأبي عبدالله -جعفر الصادق-: "إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيّم، فأقرّه أبو عبدالله". والله تبارك وتعالى يقول: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ} [العنكبوت:51].
- ويعني قولهم أن الحجة في قول الإمام لا في القرآن لأنه الأقدر على البيان،
- ولذلك يروون عن علي أنه قال: "هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق". قلت: والله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
- ولا شك أن تلك الروايات من وضع عدو حاقد يريد أن يصد الشيعة عن كتاب الله تبارك وتعالى، وذلك أنهم ربطوا حجية القرآن بوجود القيّم وهو علي، ثم الحسن، ثم الحسين، وهكذا حتى يصل الأمر إلى المنتظر الغائب، وذلك منذ ما يزيد على خمسين ومئة سنة بعد الألف، لم نر هذا المنتظر الذي يزعمون. ولاشك أنها مؤامرة أرادت إبعاد الشيعة عن كتاب الله تبارك وتعالى. وإلا كيف تُفَسّر هذه الروايات؟ عن أبي جعفر قال: "إن رسول الله فسّر القرآن لرجل واحد، وفسّر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب". وهذا إنما هو لصد الناس عن التدبر في كتاب الله تعالى والتأمل في معانيه، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2]، وقال جلّ ذكره: {هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:138].
ثانياً - وقالوا كذلك: إن قول الإمام ينسخ القرآن ويخصص عامه ويقيد مطلقه. قال محمد حسين آل كاشف الغطاء: "إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة منها، ولكنه أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشره في الوقت المناسب له حسب الحكمة من عام مخصص أو مطلق مقيد أو مجمل مبين إلى أمثال ذلك، فقد يذكر النبي صلى الله عليه وسلم عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصيه إلى وقته". قلت: جعلوا الأئمة يخصصون القرآن برواياتهم، ويقيدون مطلقه وهذه لاشك طامة كبرى. هذا مع قول الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3].
ثالثاً - أما عبثهم في تأويل القرآن فمنها أنهم قالوا: قول الله تبارك وتعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرحمن:19]، قالوا: هما علي وفاطمة،
- وقول الله تبارك وتعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ} [الرحمن:20]، قالوا: هو النبي،
- وقول الله تبارك وتعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن:22]، قالوا: هما الحسن والحسين.
- وقالوا عن قوله تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا إِلَـٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ} [النحل:51]، قالوا: لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد.
- وقالوا عن قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا} [الفرقان:55]، قال القمّي: الكافر الثاني (أي عمر بن الخطاب)، وكان علي أمير المؤمنين ظهيراً، أي وكان عمر على ربه يعني علياً ظهيراً.
- وقالوا كذلك عن قول الله تبارك وتعالى: {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:29]، قالوا: يعني الأئمة.
-ولمزيد من التفاصيل يمكنك مراجعة موقع (
طريق الإسلام )
- والمعتقدوالمقرر عند أهل السنة والجماعة أن القرآن الكريم محفوظ عن التحريف والتبديل والتزوير والتأويل وفق الأهواء.
- وأن أهم دليل عقلي على استحالة تحريف القرآن الكريم هو حفظ هذا القرآن في الصدور، فنجد منذ تنزل القرآن الكريم سارع إلى حفظه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده وتوارثوا حفظه جيلاً بعد جيل بالتواتر، حتى أن تجد الإمام عندما يخطئ في القراءة يتسارع إلى الفتح عليه الصغار قبل الكبار، فتوافق العقل مع النقل على استحالة تحريف كتاب الله تعالى وأنه محفوظ من التحريف والتبديل.
- ومن الأدلة العقلية كذلك: أن الله تعالى تحدى الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو بآية واحدة، فلم يستطيعوا، ولن يستطيعوا حتى قيام الساعة.
- قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ
لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) سورة فصلت (41-42)
- قال الله تعالى: (إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر: 9
- فقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه، بستة تأكيدات بقوله تعالى:
1- إنا: هذا تأكيد
2- نحن: وهذا تأكيد
3- نزلنا: وهذا تأكيد
4- وإنا مرة ثانية: وهذا تأكيد
5- له: وهذا تأكيد
6- لحافظون : وهذا تأكيد
- فهذه النصوص تثبت أن القرآن الكريم محفوظ من شياطين الإنس والجن من أن يعبثوا به وفي ألفاظه ومعانيه.
- فالقرآن الكريم محفوظ من التحريف والتزييف والنقص أو الزيادة والتبديل والتغيير أو حتى الخطأ الإملائي - فهو محفوظ في السطور وفي الصدور، وفي اللوح المحفوظ. والقرآن منقول إلينا بالتواتر فالنسخ التي بين أيدينا اليوم هي نفسها التي أنزلها الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام.
- وفي هذا الموضوع يقول شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى --: وَالْقُرْآنُ الْمَنْقُولُ بِالتَّوَاتُرِ لَمْ يَكُنْ الِاعْتِمَادُ فِي نَقْلِهِ عَلَى نُسَخِ الْمَصَاحِفِ، بَلْ الِاعْتِمَادُ عَلَى حِفْظِ أَهْلِ التَّوَاتُرِ لَهُ فِي صُدُورِهِم؛ وَلِهَذَا إِذَا وُجِدَ مُصْحَفٌ يُخَالِفُ حِفْظَ النَّاسِ أَصْلَحُوهُ، وَقَدْ يَكُونُ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَاحِفِ غَلَطٌ، فَلَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ مَعَ أَنَّ الْمَصَاحِفَ الَّتِي كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ قَدْ قَيَّدَ النَّاسُ صُورَةَ الْخَطِّ وَرَسْمَهُ، وَصَارَ ذَلِكَ أَيْضًا مَنْقُولًا بِالتَّوَاتُرِ، فَنَقَلُوا بِالتَّوَاتُرِ لَفْظَ الْقُرْآنِ حِفْظًا، وَنَقَلُوا رَسْمَ الْمَصَاحِفِ أَيْضًا بِالتَّوَاتُرِ.
- وعليه: فقد أجمع أهل العلم على أنه من ادعى وجود التحريف في القرآن
فهو كافر، ومن قال قولاً يفضي إلى تضليل الأمة فهو كافر.