ما هو حكم من يتم اكراهه علي الطلاق ؟

لا يجوز أن يقوم زوج بطلاق زوجته بالإكراه حيثُ ذلك يأتي منافياً لشروط وقوع الطلاق الشرعية التي منها ألا يكون مجنوناً أو سكراناً أو مُكرهاً، فمن يقع مثلاً تحت التهديد أو أي سبب آخر مُكرهاً حتى وإن قام بالطلاق بإنه لا يقع شرعياً، فلا يجوز تفريق رجل عن زوجته بالإكراه، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إنَّ الله تجاوزَ عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " فالإكراه قد تجاوزه الله عن عباده ولا إثم عليه ولا يؤاخذوا به أيضاً.

إن كان الإكراه حقيقيا كأن يكون هناك تهديد لحياة الشخص نفسة أو غيرة من أهله أو إلحاق ضرر محتم عليه فحينها فإن الطلاق لا يقع لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( رفع عن أمتي الخطا و النسيان وما أستكرهوا عيله ) بمعنى أنه لو إنتفى هذا التهديد أو الإكراه للرجل فإنه لن يطلق فهو حينها يكون مسلوب الإرادة فلا يقع الطلاق 

ننظر لمن طلق زوجته على نوع الإكراه، هل كان الإكراه ملجئا أم غير ملجئ؟ 

فإن كان ملجئا فهو طلاق لا يقع ولا يعتد به.

وإن كان طلاقا غير ملجئ فهو واقع لا محالة لأن الشخص الذي طلق لا يعتبر مركها إكراها مهددا به حياته أو ماله أو ما شابه من لزوم الإلجاء عند الإكراه الملجئ.

والفرق بين الإكراه الملجئ وغير الملجئ هو أن الملجئ الذي يلزمك بشكل اجباري ويهددك تهديدا  تزهق به نفسك او نفس غيرك او يتضمن عدم تلبية هذا الاكراه ضررا كبيرا فهذا وان طلق فلا يقع لانه كان يريد دفع مضرة شديدة عنه.

أما غير الملجئ فهو غير مهدد بالضرر الشديد في نفسه وماله وعرضه وهذا يقع طلاقه لأن فيه رغبة داخلية من تلقاء نفسه ووجد هذا الاكراه غير الملزم ذريعة وغطاء لكن طلاقه يقع ولا يعتد بأنه مكره هنا.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( رفع عن امتي ثلاث , الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه) 
و هو ما يعني ان الاكراه علي الطلاق لا يقع طلاقا صحيحا ,  ولا يمكن ان يتم احتسابه من ضمن الطلقات التي تكتمل بها البينونه الكبري للطلاق . 
و يكون الشخص مكرها , اذا اعترت ارادته اي من عيوب الاراده , و يستوي في تلك الحاله او هذا الصدد ان يكون الاكراه ماديا , كما لو قام احد الاشخاص بتهديده بالقتل , او ان يقوم احد الاشخاص باكراهه علي التلفظ بصيغه الطلاق , او ان يكون الاكراه معنويا , بأن يقوم شخص ما بادخال الغش و التدليس الي نفس الزوج و ايهامه بان زوجته تزني باخر , ففي تلك الحاله ايضا يعد هنا الزوج مكرها علي الطلاق و لا يقع طلاقه