يكون قد أخطأ بنشره قبل تأكده من أنه صحيح ، وعليه أن يصحح خطأه بأن يرسل وينشر في الأماكن التي نشر فيها الحديث أنه تبين له أن الحديث ضعيف ، وذلك حتى يخرج من عهدته ، ويرفع عن نفسه مسؤولية ما فعل .
فهو وإن كان لا يأثم ابتداء على نشره الحديث لعدم علمه أنه ضعيف ، لكنه مطالب أولاً بالتأكد من صحة الحديث حتى لا ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ، خاصة إذا كان نشر الحديث بصيغة الجزم مثل " قال رسول الله .." ، لأن هذه الصيغة تفيد أنه يجزم بصحته لرسول الله ، مع أنه يوجد أحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة ومكذوبة ، فالواجب قبل النشر التأكد من صحة الحديث ، فكونه استعجل ولم يتأكد يكون قد فرط ، وعليه تدارك هذا التفريط بنشر ما بلغه من ضعف الحديث أو حكم العلماء عليه.
وهو إن لم يكن من أهل الاختصاص والعلم بالحديث ، فعليه أن يسأل ويتأكد قبل أن ينشر ، وإذا كان هناك عدة اقوال للعلماء في الحديث فبعضهم حكم أنه صحيح وبعضهم حكم أنه ضعيف أو غير ذلك ، فعليه أن ينشر المعلومة كما هي وينسب المعلومة للمصدر ليخرج من العهدة ، فيكتب المصدر الذي بلغه منه الحديث وتخريج الحديث مثل : ( رواه أبو داود وصححه ابن حبان ) أو ( صححه الألباني ) أو ضعفه فلان من العلماء أو يذكر الكتاب الذي أخذ منه .
جاء في الحديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله قال " من حدَّثَ عنِّي حديثًا وَهوَ يرى أنَّهُ كذِبٌ فَهوَ أحدُ الكاذِبينَ " ( رواه مسلم في المقدمة والترمذي وغيرهما ) .
ولفظة " يرى " ضبطت بفتح الياء ويكون معناها حينها : يعلم ، وضبطت بضم الياء : ويكون معناها حينها : يظن .
فراوية الحديث ونسبته إلى رسول الله ليس بالأمر الهين السهل الذي يتهاون فيه ، بل الحديث دين ، فكما لا يجوز للإنسان أن ينسب إلى القران وإلى كلام الله ما ليس منه ، فكذلك الحديث النبوي لا يجوز أن ينسب إليه ما ليس منه ، فكلاهما وحي من الله وهو دين الله وشرعه .
فيجب على المسلم التحفظ في ذلك وعدم التسرع والاحتياط ، وإذا تبين له خطؤه اعترف وبين ووضح .
واحذرك أخيراً من الأحاديث التي يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "الواتس أب " ، فأكثرها غث مكذوب مخترع لا أصل له يتداوله الناس وهم لا يميزون صحيحه من ضعيفه ، وإنما يحبون ما فيه غرابة وكلام عن واقعنا المعاصر ، لذا لا تغتر بما ينقله الناس ولا تأخذ المعلومة والحديث إلا من مصدره الصحيح الموثوق ، وهناك موقع كثيرة على الانترنت يمكن أن تساعدك في معرفة صحة الحديث وضعفه قبل نشره فراجعها .
والله أعلم