ينطبق عليه صلاة المسبوق: وبالتالي عليه أن يأتي بكبيرة الإحرام أولاً ثم تكبيرة الركن الذي هو فيه، يعني لو دخل المسجد ووجد الإمام والمصلين في حالة الركوع أو السجود، فعليه أن يأتي بتكبيرة الإحرام مع الوقوف أولاً ثم تكبيرة الركوع أو السجود، ويكمل مع الإمام، فإذا سلّم الإمام يقوم ويتمم ما فاته من الصلاة لوحده.
- وهذا ما يقع فيه كثير من الناس ممن تفوتهم تكبيرة الإحرام مع الإمام فيأتي ويدخل إلى الصلاة بتكبيرة واحدة وهي تكبيرة الركن الذي يكون متلبساً به الإمام مع المصلين وينسى أو يجهل تكبيرة الإحرام ولذلك صلاته باطلة وهو لا يدري.
- وهذه مسؤولية الإمام فعليه أن يعلم المصلين صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة صلاة المسبوق، وأن يراقب المصلين في صلاة السنن ليتعرف على أخطائهم ويقوم بتنبيههم عليها، وله أجر عظيم في ذلك.
- كما يجب على المسلم أن يكون حريصاً أشد الحرص على إدراك فضيلة تكبيرة الإحرام مع الإمام، وذلك بأن يبكر بالخروج إلى الصلاة، لكي يكون في المسجد قبل إقامة الصلاة، ولا يجوز الإسراع أو الهرولة والسعي الشديد لإدراك تكبيرة الإحرام فهذا صح النهي عنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، عليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا" متفق عليه.
- أما الضابط الشرعي في إدراك تكبيرة الإحرام فيكون من خلال إحدى الطرق التالية:أولاً: الاشتغال بالتحريم عقب إحرام إمامه مع حضوره تكبيرة إحرامه، فإن لم يحضره أو تراخى عنه فاتته.
ثانياً: تحصل تكبيرة الإحرام بإدراك بعض القيام لأنه محل التحريم. وقيل بإدراك أول ركوع أي بالركوع الأول كما في تحفة المحتاج للرملي الشافعي.
ثالثاً: أنها تدرك بالتكبير قبل أن يشرع الإمام في الفاتحة.
قال الشنقيطي في شرح الزاد: وأما الضابط في إدراك تكبيرة الإحرام فالصحيح أن الضابط هو أن يدركها قبل أن يبدأ بقراءة الفاتحة فإذا كبر الإمام وأدركت التكبيرة قبل أن يبدأ الإمام بقراءة الفاتحة فأنت مدرك لفضل هذه التكبيرة، فإذا كانت الصلاة سرية كصلاة الظهر والعصر فإنهم قالوا يقدر الزمان فإن قدر زمنا يقرأ فيه الإمام بدعاء الاستفتاح فإنه حينئذ إذا وقع تكبيرة في ذلك الزمان أدرك وإلا فلا.
- وتكبيرة الإحرام هي ركن من أركان الصلاة ولا تصح الصلاة إلا بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم.) رواه أبو داود والترمذي.
- وعن رفاعة بن رافع - رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد، ذكر نحوه، قال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء -يعني: مواضعه- ثم يكبر ويحمد الله عز وجل ويثني عليه، ويقرأ بما شاء من القرآن، ثم يقول: الله أكبر، ثم يركع حتى تطمئن مفاصله، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حتى يستوي قائما، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله، ثم يقول: الله أكبر، ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله، ثم يرفع رأسه فيكبر، فإذا فعل ذلك تمت صلاته". أخرجه أبو داود.
- ومعنى الله أكبر أي أن الله تبارك وتعالى أكبر من كل شيء في ذاته وصفاته وأسمائه فكل معنى من معاني الكبرياء فهو ثابت لله جل في علاه.
-ومن معاني تكبيرة الحرام عند رفع اليدين وقول الله أكبر، وكان المصلي يضع الدنيا خلفه ويقبل على الله بقوله الله أكبر أي أن الله تعالى أكبر من الدنيا وما فيها من هموم ومشاغل وقضايا وحاجات قد تشغل المصلي عن صلاته، أو قد يفكر بها أثناء الصلاة.
وتكون تكبيرة الإحرام بأن يرفع المصلي يديه عند التكبير.
-الحكمة من تشريع تكبيرة الإحرام:- هي الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام.
- ولترك الدنيا وما فيها.
- والإقبال إلى الله تعالى.
- والاستسلام والانقياد للعبادة وإلى الله بقوله الله أكبر.
- للاستشعار بعظمة الله تعالى.
- وللتأكيد والإشارة على التوحيد.
- وليس مع من حوله أن وقت الصلاة قد دخلت ليحثه على الإقبال على الصلاة.
- وينبغي للإمام أن يُسْمع من خلفه بالتكبير والتسميع والتسليم.