النظر إلى الأفلام الإباحية محرم كبير وصاحبه وقع في إثم عظيم فهو من زنا العين.
فمن الآيات التي أشارت إلى وجوب حفظ البصر عن النظر إلى الحرام :
- قال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم " (النور ، 30 ) ، ففي هذه الآية أمر صريح بغض البصر عن الحرام .
- وقال تعالى ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32] ، فالله أمر باجتناب وعدم الاقتراب من الزنا وهذا يتضمن الابتعاد عن كل ما يقرب منه ، ولا شك ان النظر إلى الحرام والنساء العاريات يقرب من الزنا.
- وقال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5 - 7] ، فالله أمر العبد ان يحفظ شهوته عن غير طريقها الشرعي وهو الزوجة او ملك اليمين ، والنظر إلى الحرام مخالف ذلك .
- وقال تعالى ﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35]. ، وهذه الآية كسابقتها .
أما الأحاديث في غض البصر وحرمة النظر إلى العورات فكثيرة منها :
• عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه، قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفُجاءة، فأمرني أن أَصرف بصري)؛ رواه مسلم.
• عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا علي، لا تُتبع النظرةَ النظرة؛ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة))؛ رواه الترمذي .
• عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مُدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنَّى، ويُصدق ذلك الفرج ويُكذبه))؛ رواه البخاري، ومسلم .
ومن اعتاد النظر إلى المحرمات أورثه ذلك قسوة في القلب وعمى في البصيرة وضعفا في الإيمان وبعدا عن الله وغفلة شديدة ، وفي المقابل فإن من حفظ بصره عن المحرمات أورثه ذلك قوة في القلب ونورا في البصيرة .
اما قولك ( ثم الاستغفار بعد ذلك ) فهذا مشعر بهوان المعصية على صاحبها فإنه يدل على إصرار على المعصية واستهانة بجرمها وأن صاحبها عقد التوبة قبل فعلها ، وهذا من الخذلان ، وهو من خطوات الشيطان ، ان يسول لك المعصية ويزين لك التوبة منها بعد فعلها !
وما يدريك أنك تعيش حتى تتوب منها ؟! وما يدريك أن روحك تقبض وانت مقيم على المعصية ؟! وما يدريك أن توبتك قبلت ؟!
فالتوبة لها شروط ولا يكفي لها استغفار اللسان ، بل لا بد لها من شروط ثلاثة وهي :
الندم على ما فات ، والاستفغار مما حصل ، والعزم على عدم العودة .
فهل من عقد نيته على الاستغفار من المعصية عازم فعلا على عدم العودة إليها ونادم على حصل منه ؟!
وكما قيل لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت !
نسأل الله العافية
المصدر :
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ، ابن القيم الجوزية .