ما هو حكم مشاركة النساء في مسابقات حفظ القرآن الكريم

 الحكم هو الجواز بشروط هي:
1- أن يكون حفظها ابتداءً لوجه الله تعالى، وليس من أجل الدخول في المسابقات والربح المادي والهدايا والسمعة والرياء، ولكن إذا حفظت كتاب الله تعالى بنية صادقة والتحقت بمركز قرآني من أجل التسميع وتثبيت الحفظ، وتم الإعلان عن طريق المركز أو غيره لمسابقة حفظ كتاب الله واشتركت في هذه المسابقة فلا حرج في ذلك.

2- إذا تخلو قراءة المرآة القرآن العظيم من النغم والتمطيط - لأنه يكُره للمرأة أن ترفع صوتها بالقراءة بحضرة الأجانب خشية الافتتان بصوتها، فإن أمنت الفتنة لم يكره لها القراءة.

- فصوت المرأة ليس عورة، فقد ثبت أن نساء النبي صلى اللَّه عليه وسلم كن يكلمن الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا يستمعون منهن الأحاديث النبوية، ويتعلمون أحكام دينهم، ولكن جاء النهي للمرأة عن الخضوع في القول من تفخيم وترقيق، قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} سورة الأحزاب/ 32

3- أن يتم اختبارها والتسميع لها عن طريق النساء، أو يكون اختبارها في حضور محرم لها، لكن إذا لم يتيسر ذلك فلا حرج في ذلك.

- وخلاصة الحكم:  أن سماع الرجل لقراءة المرأة الأجنبية للقرآن الكريم جائز شرعاً، مع مراعاة أن تكون القراءة بصوت عادي دون الميل إلى ترقيقه بشكل قد يكون فيه التلذذ أو إثارة للشهوات لمن يسمعه، وهذا يختلف من امرأة لأخرى، والأولى للمسلمة اجتناب القراءة أمام الرجال الأجانب إن لم تكن هنالك حاجة تستدعي القراءة. والله تعالى أعلم.
 
- وحكم حفظ القرآن الكريم هو مستحب بل هو من أفضل الطاعات والعبادات والقربات إلى الله تعالى ففي الحديث الشريف: ( يقال لقارئ القرآن : اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني

- فحافظ القرآن له أعلى الدرجات في الجنة، وهو من أهل الله تعالى وجلسائه وخاصته!

- ولا يمنع الحافظ لكتاب الله (خالصاً لله تعالى) أن يشترك في المسابقات المحلية والدولية في حفظ القرآن الكريم والفوز في الجوائز.

- أما من يحفظ القرآن لأجل غرض من الدنيا كالفوز في جائز وغيره فهذا لا يجوز، والله تعالى لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً لوجه سبحانه.

- ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم العلم لأجل الدنيا والسمعة والفائدة الدنيوية فقط، ففي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة -يعني ريحها). رواه أبو داود والحاكم،

- وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار) رواه مسلم.