- قد أجمع أهل العلم على قولهم بأن الاسم الثاني التوفيقي لسورة الإسراء هو سورة (بني إسرائيل).
- فأسماء السور في القرآن أمراً ( توقيفياً ) وليس توفيقي وإجتهادي ، ومعنى توقيقي : اي أن أسماء السور القرآنية نزلت مع السور من السماء ، فكان جبريل عليه السلام يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه سورة كاملة يقول له هذه سورة كذا ضعها في مكان كذا بين السور القرآنية ، وإذا كان الذي ينزل بعضاً من الآيات يقول له : ضع هذه الآيات في سورة كذا وترتيبها كذا .
- فترتيب الآيات والسور وأسماء السور كل هذه الأمور (توقيفية).
- أما الأسماء (التوفيقية والإجتهادية ) والتي اجتهد فيها العلماء وأجمعوا عليها فهي كثيرة سواء لسورة الإسراء أم لغيرها من السور .
- ولذلك فالأسم الاجتهادي الذي اتفق عليه العلماء لسورة الإسراء هو سورة ( بني إسرائيل) وذلك لأن سورة الإسراء افتتحت في أول آية منها بالحديث عن الإسراء إلى المسجد الأقصى ، ثم في الآية الثانية مباشرة شرعت في ذكر مرحلة مهمة من مراحل قصة بني إسرائيل والإخبار عن إفسادهم في الأرض مما لم يذكر في سواها من قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم ، وذلك في قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا . ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا . وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ) الإسراء/1-3.
- وقد ورد في هذه السورة أحاديث تبين أن من أسمائها سورة بني إسرائيل منها :
1-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال في بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالْأَنْبِيَاءُ : ( هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي ) رواه البخاري .
2- عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَالزُّمَر ) رواه الترمذي وصححه الألباني.