ما هو حكم قراءة سورة الفاتحة بعد دعاء الاستخارة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
بدعة غير مشروعة، خاصة إذا داوم على ذلك واعتقد فضيلته، لأن لصلاة الاستخارة ودعائها هيئة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلنا على كيفية أدائها ولقننا دعاءها وعلمه لصحابته كما يعلمهم السورة من القرآن، ولم يرد فيه قراءة سورة الفاتحة بعده، وعلى ذلك يكون إضافة قراءة سورة الفاتحة بعد دعاء الاستخارة طريقة مخترعة في العبادة لم ترد عن النبي عليه السلام ويكون صاحبها كأنه استدرك على رسول الله، وهذه البدعة بعينها!

فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه قال: 
" كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، وأقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» ".

فهذا هو حديث الاستخارة ودعاؤها، يصلي المستخير ركعتين من غير الفريضة ويدعو في آخرها قبل سلامه على الراجح - أو في سجوده الأخير -، بالدعاء المذكور في الحديث، وليس في آخره ختمه بالفاتحة، بل هو قد قرأها في الركعتين.

فإلصاق سورة الفاتحة بالدعاء في آخره كأن فيه ااستدراكاعلى تعليم النبي لنا، أو كان صاحبه علم خيراً لم يعلمه رسول الله ولم يبلغه لنا! لذلك قلنا إنه بدعة غير مشروعة.

بخلاف ما لو دعا بسورة الفاتحة في دعاء عام ليس له خصوصية وطريقة مسنونة، فليس في ذلك بأس، لأن سورة الفاتحة هي من خير الدعاء، وفيها خير المسألة وبخير الألفاظ، فالدعاء بها مستحب، لذلك كان من أسمائها سورة الدعاء.

والله أعلم