ما هو حكم عصيان الزوج الذي هدد زوجته بالطلاق إن لم تأخذ قرضاً ربوياً

1 إجابات
profile/إنعام-عبد-الفتاح
إنعام عبد الفتاح
بكالوريوس في أصول الدين (٢٠٠١-٢٠٠٥)
.
١٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
طاعة الزوجة لزوجها واجبةٌ في غير أمرٍمحرم،  وأمر الزوج زوجتَه بأخذ القروض الربوية لا يجوز شرعاً، وهو دعوة للمعصية، فإن هذه القروض من الكبائر  والموبقات، وعليه  فليس على الزوجة طاعة زوجها في أمره اياها بأخذ القروض الربوية.  

 والتهديد بالطلاق  ليس مبرراً لها لتوافقه في طلبه، فإن طاعة الله عز وجل أولى وأهم من طاعة الزوجة،   حتى لو نفذ تهديده وطلّقها، وحين نقوم ترتيب الأولويات الفقهية نجد أن وقوع الطلاق ليس حراماً  بخلاف كبيرة الربا، وبالتالي وقوع الطلاق أخف الأمرين إثماً  وأهونهما، بل لعل الزوجة تأخذ من الحسنات، وتفتح على نفسها أبواب الخير والرزق والفضل،  كونها لم تطع زوجها في فعلٍ محرم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك لن تدع شيئاً  اتقاءَ الله عز وجل، إلا أعطاكَ الله خيراً منه" رواه أحمد، وصححه الألباني.  


علماً أن مجرد التهديد  بالطلاق لا يعد طلاقاً، فإن ظل الزوج يهدد فقط ولا يوقع الطلاق فعلياً  فلا عليها من كلامه وتهديداته، بل تهديده هذا منقصةٌ  في رجولته وطعنٌ في قدرة الرجل على تحمل مسؤولية مؤسسة الزواج  والأسرة! 
ويرى أهل العلم أن لفظ الطلاق إن أراد صاحبه به التهديد لحمل زوجته على فعل شيء أو لمنعها من فعل شيء، ولم يقصد به الطلاق، فإنه عند الحنث يكون حكمه حكم اليمين، لأن المقصود كان فقط  تهديدها وتخويفها وليس إيقاع الطلاق، وبالتالي إن خالفت هي أمره ولم تأخذ الربا  عليه كفارة يمين وهي: عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.  

  وما  كان ينبغي  لمسلمٍ أن يكثر من التهديد  بالطلاق فهو يتنافي مع تعاليم الإسلام، قال الله تعالى: " وعاشروهن بالمعروف  فإن كرهتموهن  فعسى  أن تكرهوا شيئاً  ويجعل الله فيه خيراً  كثيراً "  وآخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع أنه قال " استوصوا بالنساء خيراً " 
كما أن هذا التهديد المتكرر يتنافى مع المودة والرحمة التي ينبغي أن تكون في الحياة الزوجية، ويؤدي الى  فقدان الأمان في حياة الزوجة وكسر نفسها وخاطرها، مما يثير العديد من المشاكل الأسرية لاحقاً.  


وأنصح الزوجة في هذه الحالة بأن تجتهد في نصح زوجها، وتستعين عليه بأهل الفضل  والإصلاح، ولا ترضخ لتهديدياته ولا تطيعه في أخذ الربا، وإن أصر على الطلاق،  والأهم أن تلجأ لله تعالى، وتلحّ في دعائه بأن يجعل لها من همها فرجا، ومن كربها مخرجا، وتوقن أن الله تعالى لن يُضيِّعها، وسيعوّضها بالأفضل لها في دينها ودنياها  ما دامت تركت المعصية المحرمة لوجهه الكريم.