ما هو حكم سماع أغاني الفرقة الكورية BTS مع العلم أن أغانيهم لا تثير الشهوة أو ما شابه ذلك، ومع الحرص على العبادات والنوافل، فسماعها لا يؤثر على عبادتي لله عز وجل؟

 لا يجوز استماع أغاني هذه الفرقة الموسيقية، رغم ما ذكرت من كونها لا تثير الشهوة ولا تمنعك من التزام العبادات، وسماعك لها بعد معرفتك للحكم الشرعي يجعلك آثماً 

والسبب في هذا التحريم أمور منها : 

1. أن المعازف والموسيقى محرمة على الصحيح، والخلاف في ذلك ضعيف ، والمذاهب الأربعة تقريباً على حرمة الموسيقى ولم يخالف إلا قلة قليلة جدأً. 

فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيأتي قوم في آخر الزمان يستحلون المعازف ، وهذا دليل أنهم يستحلونها بعد أن كانت حراماً . 

وما قيل من ضعف هذا الحديث أو عدم إفادته حرمة الموسيقى والمعازف غير صحيح، وكله مجاب عنه وواضح في كتب العلماء . 

وهذه الفرقة تعتمد ولا شك الموسيقى والمعازف في أغانيها بل تعتمد الموسيقى الصاخبة ، وهذا سبب كاف في الحكم بحرمة الاستماع لأغانيها. 

2. أن هذه الأغاني هي من اللهو العبث ، و ليس من ورائها أي فائدة وإنما هي مجرد ألحان ومعازف وكلمات ورقصات لا تليق بمروءة الرجل وخلق الرجولة ، وإنما هي مجرد تفاهات وحركات ليس فيها فائدة ترجى سوى تضييع الأوقات والأذهان والقلوب، وهذا من لهو الحديث واللغو الذي نهينا عن استماعه. 

قال الله تعالى " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا.." 

قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير " لهو الحديث " : والله إنه الغناء . 

مع أن الغناء قديماً كان مجرد تطريب الصوت وتلحينه ، فكيف لما يجتمع معه رقصات الشباب والموسيقى الصاخبة والكلام الذي لا فائدة منه ؟! 

3. قال العلماء في مفاسد الغناء والمعازف أنها تملأ القلب بهذه الألحان والمعازف والتطريبات فيصبح القلب متعلقاً بها  يطرب لها ، وهذا يصده ولا شك عن الخشوع والتعلق بكلام الرحمن وطاعته . 

فالقلب كالإناء ينضح ويخرج ما يوضع فيه ، فإن حشوته بالغناء والألحان خرج منه كلام الرحمن والتعلق به والخشوع عنده ، وهذا مفسد للقلب ولا شك . 

لذلك كان العلماء يقولون عن الغناء إنه كلام الشيطان ورقية الزنا ، ولذلك قيل في الشعر : 

              حب القرآن وحب ألحان الغناء   في قلب عبد ليس لا يجتمعان 

 وقولك "إني لم تتأثر عبادتي باستماع هذه الأغاني"، فالجواب: 

أنه لو سلمت لك أن هذا واقع وأنك محافظ على العبادات والطاعات كما كنت من قبل، فإني أجزم أن هذا في الظاهر، أما لو فتشت في قلبك ستجد أنه صار فيه دخن وغشاوة تمنعك من الإقبال على كلام الله وتدبره والتلذذ به ، بل صارت متعتك وراحة قلبك وطربه باستماع هذه الأغاني التي عبث فقط ! 

وكفى بهذه المفسدة مفسدة ! 

ثم ما يدريك أن يكون هذا من خطوات الشيطان، فهو يعلم أنه لو جعلك تنصرف عن الطاعة والصلاة مباشرة لصدك عن السماع لهذا الغناء، لآن إيمانك سيمنعك من ذلك، فيحرص في أول الأمر على بقائك على عبادتك في الظاهر، ثم ستجده شيئاً شيئاً يقودك للغفلة حتى يشغلك بهذا العبث . 

4.ما يدريك أن يكون في كلام أغاني هذه الفرقة ما هو محرم ومخالف للشريعة وأنت لا تدري؟! وهذا الواقع.

5. ثم ألست باستماعك ومتابعتك لها تكثر عدد المتابعين لها وكأنك تشجعهم وتزيد في انتشارهم ، فهل هذا من الحق والخير الذي تدل عليه الناس ، أم هو من الباطل واللهو العبث في أقل احواله الذي تساعد انت بطريقة أو أخرى في ترويجه. 

 فإذا نظرت إلى النقاط الخمسة أعلاه وتدبرت فيها ونظرت بعين الشرع والتجرد لهذه الأغاني فإنك لن تشك في حرمة الاستماع لهذه الأغاني. 

 والله أعلم