ما هو حكم رفع صوت الأذان باستخدام مكبرات الصوت

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
جائز بل مطلوب ومشروع ومستحب خاصة في زماننا وليس في ذلك أي محذور أو بدعة.

أما أنه ليس محذوراً ولا بدعة فيه لأن مكبر الصوت ليس عبادة وليس من صفة العبادة ولا هيئتها وإنما هو وسيلة لإبلاغ الصوت ورفعه بحيث يسمعه أكبر عدد ممكن.

والوسيلة ما دامت ليس عبادة ولا من صفة العبادة ولا هيئتها الشرعية ولم تخل بشيء من ذلك فليس فيها محذور وهي باقية على قاعدة الإباحة.

وأما أن استخدام المكبرات في رفع الأذان مطلوب مشروع فلسببين اثنين:

1. أن رفع الصوت بالأذان حتى يبلغ ما يمكن بلوغه مطلوب مشروع مستحب.
 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعبد الرحمن بن أبي صعصعة: " إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم "رواه البخاري. 

وقد نص الفقهاء أن من سنن الأذان أن يؤذن على منارة أو علو مرتفع حتى يصل صوته أبلغ مدى كما كان بلال رضي الله عنه يصعد على أعلى بيت في المدينة وهو بيت امرأة من بني النجار فيؤذن.

وإذا كان قديماً يحتاج إلى ذلك لعدم وجود مكبرات صوت ولا كهرباء فإن الله أنعم علينا بهذه النعم، واستخدام مكبرات الصوت أفضل من ارتقاء المدن على منارة لأنه أبلغ في وصول الصوت للناس، وأستر لبيوت الناس من تكشفها أمام نظر المؤذن كلما ارتقى المنارة .

2. اختلاف الحال والزمان من حيث طريقة السكن ومدى الانتشار.

فقديماً كان المسجد يكون في وسط القرية وحوله أكثر المنازل وليس هناك من ضجيج يمنع وصول صوت المؤذن الغالب، أما الآن في عصرنا فقد انتشرت المساكن وزاد عدد الناس وعلا الضجيج من السيارات والآلات، فلو اقتصرنا في الأذان على صوت المؤذن فإنه في الغالب لن يبلغ إلا فئة قليلة من الناس ممن هم قريبون من المسجد جداً، أما من بعد مسكنه قليلاً فلن يبلغه صوت، ولن يعلم دخول الوقت ولا خروجه، وهذا سيفوت مصالح كثيرة من حضور الناس إلى المساجد وسعيهم إليها وإقامة صلاة الجماعة، ويحدث اضطراباً في عباداتهم كالصيام ونحو ذلك.

لذلك فإن رفع صوت الأذان عن طريق المكبرات أصبح حاجة ملحة في عصرنا وهو المصالح المرسلة التي تقرها الشرعية وتطلبها ولا ترفضها.

والله أعلم