يظهر من سؤالك أنه عن حكم جمع المرأة لشعرها أثناء الصلاة ووضعه فوق رأسها على هيئة ما يسمى بالكعكعة.
وملخص الجواب: أنه إن كان بيتها أو في عدم وجود الأجانب فيجوز إن شاء الله، أما إذا كان في ظل وجود رجال أجانب فلا يجوز ، وسواء داخل الصلاة أو خارجها، فليس النهي عن ذلك مختصاً بالصلاة.
فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) (رواه مسلم).
فبعض العلماء جعل كل رفع للشعر للمرأة هو من أسنمة البخت المنهي عنها وأن في ذلك تشبهاً بالكفار، فيكون هذا الرفع محرماً دائماً داخل الصلاة أو خارجها.
ولكن الأرجح أن هذا النهي يختص بما إذا كان فيه فتنة للرجال كما هو واضح من الحديث، حيث وصفهن بأنهن مائلات مميلات كاسيات عاريات وهذا ذم لهن لما أظهرن زينتهن، ورفعن شهورهن على رؤوسهن تجملاً للفتنة، ولم يذكر الحديث أن كل رفع للشعر فهو محرم.
وليس كل رفع للشعر هو فتنة وزينة أصلاً بل قد تجمعه بعض الناس لأنه أسهل عليهن وأخف مؤونة، والقول إن ذلك من التشبه بالكافرات فيه نظر إذ ليس هذا شعاراً لهن خاصة في زماننا.
وعلى ذلك فيبقى رفع الشعر في ظل عدم وجود الأجانب على أصل الإباحة والله أعلم.
وهنا أنبهك أن النهي عن كف الشعر في الصلاة لا يشمل المرأة وإنما يختص بالرجل.
فالحديث المروي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا) (متفق عليه).
إنما ينطبق على الرجال كما ذكر العلماء لأن الرجل هو المأمور بإطلاق شعره وهو الذي يكشف رأسه في الصلاة، ونهيه عن كف شعره إظهاراً للتواضع حتى يسجد شعره معه.
أما المرأة فإنها مأمورة بستر شعرها وتغطيته في الصلاة فلو أمرت بإرساله وعدم كفه لربما ظهر أو انكشف بعضه، لذلك فهي لا تنهى عن ضمه وجمعه.
والله أعلم